رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لَهم يسوع: ((أَيَستَطيعُ أَهلُ العُرسِ أَن يَصوموا والعَريسُ بَينَهم؟ فمادامَ العَريسُ بينَهم، لا يَستَطيعونَ أَن يَصوموا. "العَريسُ" فتشير إلى صورة مألوفة لدى اليهود فهي ترمز إلى الله (أشعيا 54: 4-8) وأحيانًا إلى المَلك المشيح (مزمور 45: 7-8) وفي هذا النَّص ترمز إلى يسوع (متى 9: 15، رؤيا 21: 2) وقد شَبَّهَ يسوع َنفْسَهُ صَرَاحَةً بِعَرِيسٍ بقوله " أَبِوُسعِكُم أَن تُصوِّموا أَهلَ العُرْس والعَريسُ بَينَهم؟ ولكِن سَتَأْتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعُ العَريسُ مِن بَينِهم، فعِندَئذٍ يصومونَ في تِلكَ الأَيَّام " (لوقا 5: 34-35)، وهكذا ملكوت السَّماوات يُشبه العُرْس. قارن يسوع نفسه بعَريس، لأنَّه في العهد القديم، كثيرًا ما كانت تُطلق كلمة "عروس" على إسرائيل، وعَريسها هو الله الذي يُحبُّها (ارميا 2: 2، حزقيال 16: 8-14). ولذلك يسوع يقدّم نفسه كالعَريس المُنتظر ويربط عَالَم البشر بعَالَم الله، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول" أَحِبُّوا نِساءَكم كما أَحَبَّ المسيحُ الكَنيسة وجادَ بِنَفسِه مِن أَجْلِها"(أفسس5: 25). فهي صورة تشير إلى اتحاد يسوع بالطَّبيعة البشريَّة، إنَّه العروس الرُّوحي. لقد بدأ السَّيِّد المسيح خدمته بدخوله عرس قانا الجليل ليُقدّسه مُعلنًا أن رسالته تنطلق بدخوله إلينا ليقيم عرسنا الدَّاخلي متقدّمًا كعَريس أبدي، قادر وحده أن يتّحد بنا ويُقدّسنا ويكشف لنا أسراره الإلهيّة الفائقة. أمَّ |
|