رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيمان التلاميذ (ع 64 - 71): 64 وَلكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ. 65 فَقَالَ: «لِهذَا قُلْتُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يُعْطَ مِنْ أَبِي». 66 مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. 67 فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» 68 فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ، 69 وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ». 70 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» 71 قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ، لأَنَّ هذَا كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسَلِّمَهُ، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ. ع64: إشارة قوية للاهوت الابن، من حيث المعرفة السابقة والقاصرة على الله، فهو يعرف أن من بين الذين يسمعونه قوم لا يؤمنون بكلامه. ولكي نعلم إنه ليس استنتاجًا للمسيح نتيجة قراءة وجوه الجمع، يضيف القديس يوحنا كلمتا "من البدء"، لتأكيد هذا الجانب اللاهوتي في المعرفة السابقة للمسيح، مشيرا أيضًا إلى أن معرفة المسيح، ليست فقط لمن لا يقبل كلامه، بل للتلميذ المزمع أن يسلمه أيضًا. ع65: يذكرهم المسيح بما قاله سابقا في ع 44، 45 إنه لا يستطيع الإنسان أن يأتي أو يُقبل إلى المسيح، ما لم يكن الإيمان الذي وضعه الآب في قلبه، هو الدافع الحقيقي والوحيد. أما من يأتي لدافع نفعى، أو ذاتى، أو سياسى كتحرير اليهود، فسيكون المسيح له حجر عثرة؛ وهو ما قاله سِمعان الشيخ في نبوته إنه "وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل" (لو 2: 34). ع66: أي الناس الذين رفضوا قوله بأن جسده مأكل حق ودمه مشرب حق. ع67-68: ليس المقصود أن المسيح يريد أن يعرف قصدهم، وهو العارف منذ البدء، من الذي يتركه ومن الذي يتبعه، ولكن هذا السؤال، كان الغرض منه امتحان إيمانهم وإقرارهم به. ولهذا، جاءت إجابة بطرس موافقة تمامًا لسؤال المسيح، وكانت تعبيرا أيضًا عما بداخل باقي التلاميذ، وتحمل إيمانا قويا. وعبارة "إلى من نذهب؟" تعني أنه ليس لنا سواك، ولا نستطيع أن نرتد إلى الوراء كما فعل الآخرين. وعبارة "الحياة الأبدية عندك"، هى تصديق لكل ما قاله المسيح في الأعداد السابقة عن الحياة الأبدية، وأنه مصدرها ومانحها من خلال أنه خبز الحياة وعطية جسده ودمه الأقدسين. ع69: يكمل بطرس حديثه، في إعلانه عن موقف التلاميذ معه، في أن أساس تبعيتهم للمسيح هى الإيمان المعطى من الآب لهم، وهي تبعية سوف تستمر، بصرف النظر عمن تركوه: فإيماننا بك أنك أنت هو المسيح المخلص، وأنك أنت ابن الله الحي، لن يدع لنا مجالا آخر لتركك، وإلا صرنا كأننا نترك الحياة إلى الموت، والأبدية إلى الهلاك. ع70-71: يستكمل السيد المسيح استعلان معرفته الإلهية بتصحيح كلام بطرس، فيقول له: لقد تكلمت يا بطرس عن سائر إخوتك التلاميذ بكلام الإيمان الحسن، ولكن ليس هذا إقرار الجميع كما قلت، لأن بينكم من لا يؤمن، بل ملأ الشيطان قلبه، وهو الذي يسلمنى ويخوننى... ولنلاحظ هنا قول السيد: إنه بالرغم من اختيارى وتلمذتى لكم، فوسطكم شيطان. وهذا معناه أن الله يختار الإنسان ويدعوه، ولكن الإنسان قد يثبت أو يترك الله بإرادته الحرة. وبالتالي، فإن التعليم بأن المؤمن لا يهلك أبدا هو تعليم غريب، فالله أيضًا اختار يهوذا، ولكن يهوذا لم يثبت في هذا الاختيار، فكان هلاكه. |
|