رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطعام البائد والطعام الباقي (ع 25 - 34): 25 وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عَبْرِ الْبَحْرِ، قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، مَتَى صِرْتَ هُنَا؟» 26 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ. 27 اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ، لأَنَّ هذَا اللهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ». 28 فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ اللهِ؟» 29 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ». 30 فَقَالُوا لَهُ: «فَأَيَّةَ آيَةٍ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَلُ؟ 31 آبَاؤُنَا أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا». 32 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ، 33 لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34 فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الْخُبْزَ». ع25-27: يبدأ اليهود، وهم يطلبون يسوع، بسؤال تعجبى عن كيفية وصوله إلى كَفْرَنَاحُومَ. ولكن المسيح يجيب عليهم كعارف بدواخلهم، فهم يطلبوه، ليس بسبب الإيمان بما صنع من معجزات، ولكن من أجل العطية المادية فقط، وهي الأكل المجانى، والشبع دون تعب، فاستحقوا تبكيت المسيح لهم، ونصحه إياهم بأن هناك نوع آخر من الطعام لا يعرفه هؤلاء، ولا يعطيه آخر سوى المسيح لكل من يتبعه، وهو طعاما روحيا يقدم كعربون للحياة الأبدية. والحديث هنا، مقدمة لما سوف يأخذنا إليه المسيح في باقي الأصحاح، في أنه هو نفسه الطعام الروحي الحي. أما تعبير "الآب قد ختمه"، فهو عائد على المسيح وليس الطعام، فالمسيح هو المعيّن منذ الأزل من الآب ليعطى الحياة الأبدية. وقد شهد له الآب منذ معموديته بصوت مسموع، وكانت هذه الشهادة بمثابة إعلان وختم، أي تثبيتا من الآب لعمل الابن. ع28-29: قال السيد المسيح في (ع 27): "اعملوا"، فجاء استفسار اليهود في هذه الآية: "ماذا نفعل؟"، وكأن قلبهم قد بدأ يميل، للحظة، إلى التعليم الروحي للسيد المسيح في إتمام أعمال الله، من أجل نوال هذا الطعام الباقي. أما إجابة المسيح لهم، فكانت أن كل هذه الأعمال تتلخص في الإيمان به. والكنيسة تُعلّم أن الإيمان بالرب يسوع، هو الشرط الأول للخلاص، فالجهاد الروحي والأعمال الصالحة لا يُقبَلوا إلا على أساس الإيمان بالابن الفادي الذي أرسله الآب. ع30-31: عندما طلب المسيح من اليهود الإيمان به، سألوه سؤالا مباشرا: "إذا كانت العلامة التي أعطاها الله لموسى النبي في زمن آبائنا، هي نزول المن من السماء، وهي أعظم معجزة وعطية، لأنها أعالت الشعب كله لمدة 40 سنة، فأية معجزة أعظم تصنعها أنت، حتى نؤمن بك، كما آمن أباؤنا بموسى؟" ع32-33: مرة أخرى، وكالمعتاد، يحاول السيد الارتفاع باليهود لما هو أعلى وأعمق، للدخول بهم للأسرار الإلهية، والخفية عليهم، فصحح الخطأ بأن المن لم يكن عطية موسى لشعبه، بل هبة الله الآب. والآب ذاته، يعطيهم الآن الخبز الأعظم والحقيقي، فالمن كان رمزا للخبز الحقيقي؛ فالمسيح نفسه، الذي نزل من السماء متجسدا، والواهب الحياة للعالم، هو خبز الحياة الحقيقي. ع34: لم يدرك اليهود بالضبط قصد المسيح، ولكنهم شعروا بعظم العطية فطلبوها، متمثلين بالمرأة السامرية التي طلبت الماء الحي، دون أن تفهم المعنى الأعمق الذي قصده المسيح. ولهذا، بدأ المسيح، من (ع 35)، الشرح التفصيلى لخبز الحياة، الذي هو فوق العطايا المادية. لا زلنا يا إلهي نطلب الماديات وننشغل بها، وأنت الداعى لنا بأن نهتم بملكوت السموات أولا، فتفيض علينا بكل أنواع العطايا. ولكننا لا زلنا نتعثر، ونحتاج ذراعك القوية لتقيمنا وتنتشلنا مما نحن عليه، فنهتم بما هو فوق حيث أنت يا إلهي، فتشبع النفس بحق من الوجود الدائم معك، ولا تعد وتطلب ما هو أرضى. |
|