![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ::: أفكار على ضوء والإنجيل ::: في الأحد الثالث من الصوم تستوقفنا في الإنجيل أفكارٌ كثيرة ومنها النقاط التالية: - رغبة الابن الأصغر في العيش بعيداً عن البيت الأبوي دون أن يفكر بعواقب بعده، فقد سئم العيش تحت سقف بيت أبيه, وملّ الخضوع للوصايا الأبويّة, ورغب في الحرية والاستقلال والتمتع. كان هذا الصبي معجبا بنفسه مغرورا جدّاً بقدرته، فأصبح الفراق أمراً أسهل وأسرع. ألا يقول الإبن أو الابنة لاوالدين: "أنتم غير قادرين على فهمي! عقليتكم قديمة! وأنا من جيلٍ جديد! لم أعد قادراً على احتمال التقييد! أودّ أن أرى عالماً مختلفاً عن عالمكم التقليدي! أن أكون حراً في كلّ شيء! وأعاشر من أشاء! وأقضي عمري كما أشاء. أريد أن أعيش!!! فالحياة تأتي مرّة واحدة"؟؟؟ هذا ما يقوله العديد من شبابنا هذه الأيام. ألا يتكرر مثل الابن الشاطر، الذي رواه السيد المسيح منذ أكثر من ألفي سنة، في كلّ يوم في مجتمعاتنا؟؟ - كثيراً ما يعترض البعض قائلين إن الأب أعطاه نصيبه وقبل الانفصال. نعم فالحرية هي من أعظم عطايا الله للإنسان لدرجة قيل إنّ الله يقف عاجزاً عن التدخل فيها. ولكن الأب اعطاه نصيبه بألم وهو لم ينفكّ عن السهر والألم والتفكير بهذا الابن. لقد رضي بأن يتألم ويسهر ويتعب وينتظر ... بدل من أن يقول له لا أو أن يقف بوجه هذه الحريّة-العطيّة. بمعنى آخر: لم يُرِد أن يسلبه إيّاها. فإلهنا هو إله الحبّ وليس إله التسلّط! وربما رأينا ما يظهر في بعض العائلات نتيجة تسلّط الأهل المفرط. إنّ الأب يعطي ويتحمذل مسؤولية عطاءه. - والسؤال المطروح هل لم نزل نعي قيمة للحرية ؟ أنت حرّ يعني أنّ هناك أمرين وعليك الاختيار بينهما. فالحريّة إذن، قبل كلّ شيء، تعني وجود الخيار والاختيار والتفضيل بين أمرين على معايير يحدّدها العقل والحكمة البشريّة... بينما الابن الأصغر لم يفكر بأنه حرّ بل فكر بما هو مباح له، من وجهة نظره. وهذا العصر هو عصر الإباحية المفرطة. وعندما نقول الإباحية، لا نعني فقط على المستوى الجنسي كما يفسّر الإباحيّ حريّته، بل أيضاً التحرّر من كلّ قيد أو عقيدة أو عادة أو عرف أو تقليد! علينا أيّها الأحبّاء أن نتذكّر بأن للحرّية ضوابط فهي تنتهي عندما تبدأ بإيذاء الآخر. أمّا الإباحية فهي بلا ضوابط و بلا نهاية، لا همّ لها سوى اشباع حاجاتها على أساس غرائزي ، أنانيّ ، دون التفكير بالكرامة الشخصيّة والإنسانيّة وبكرامات الآخرين. - البعد عن البيت الأبوي كان القرار الخاطئ الّذي ولّد الشعور بالذنب وبالحاجة. وما رعي الخنازير، الّتي تعتبر حيوانات نجسة، سوى للدلالة على الحالة المذرية التي وصل إليها، فقمّة العار، في المجتمع اليهودي، هي العمل في رعي الخنازير. وبالتالي فإنّ هذه الحالة تشكّل قمّة الانفصال عن الجماعة وعن الآخرين. ونذكّر بما ورد في الاسبوع المنصرم عن أن الخطيئة هي، قبل أن تكون موجهة الى الله وانفصالاً عنه، فإنّها موجّهة إلى الجماعة وتفصلنا عنها. وهذا ما كان ليستمرّ إلى الأبد لولا الثقة التي نضعها في الأب بأنّه حنون ورؤوف، وبأنّ ابنه يسوع أتى من اجل المرضى وليس للأصحاء. فعندما عرف الابن الشاطر قيمة حبّ وحنان أبيه قال: "أمضي إلى أبي..." وأتى إلى أبيه الّذي بادر إلى لقائه وحنا عليه وسارع إلى إعادته، ليس فقط إلى حالة البنوّة العاديّة، بل إلى بنوّة أبناء الملوك الّذين يرثون الملك! - كثيرون منّا يقفون حجر عثرةٍ أمام العائدين إلى الحضن الأبوي فالويل لهم لأن كبرياءهم وأنانيتهم تقفان حاجزاً أمام دخول وتوبة الكثيرين! لهذا الابن الأكبر استاء من تصرّف الأب ولم يفرح بعودة أخيه. والّذي لا يفرح بل يستخدم أنانيّته لا يحبّ. ومن لا يحبّ أخاه الّذي يراه لا يستطيع أن يحبّ أخاه الذي في السماوات فالويل لمن يقف عائقاً أمام النازفة لعدم لمس ثوبه والويل لمن يحاول إسكات صوت أعمى أريحا كيلا يسمعه المعلم. في الختام، المهمّ أن نعرف من نكون من شخصيات هذا النص، وأن نعرف من هو إلهنا، فإلهنا إله المساكين والبسطاء والمهمّشين والخاطئين, وهو عاش مثلنا، أكل وشرب على أرضنا، وحرم في طفولته من الكثير من الأمور، ككثير من أطفالنا في هذا الشرق. أحبّ الحياة ولو كان بإرادته وبحبّه بذلها من أجلنا. كلّ هذا يستوجب علينا أن نضع ثقتنا بحبه وحنانه فيقول كلّ منّا: "أقوم وأمضي إلى أبي"، إلى منبع بحر الحنان! |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأحد الثالث من الصوم الكبير |
الأحد الثالث من الصوم التوبة |
الصوم الصوم للنفس ثبات - مديح الأحد الثالث من الصوم الكبير - الشماس بولس ملاك |
الأحد الثالث من الصوم |
عظة الأحد الثالث من الصوم الاربعينى المقدس |