رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح هو سلامنا أفسس مدينة قديمة. عُرفت في المسيحيَّة بأنَّ فيها عاشت مريم العذراء، وفيها رقدت أمُّ الله كما يقول تقليد قديم. ويقول هذا التقليد إنَّ يوحنّا كان في هذه المدينة حيثُ كُتب الإنجيل الرابع، إنجيل يوحنّا. إلى مدينة أفسس وصلت هذه الرسالة بعد أن سمع كاتبها بإيمان الأفسسيّين وبمحبَّتهم (1: 15). أمّا الكلام الأساسيّ فهو الدعوة إلى الوحدة بحيث لا يبقى يونانيّ ويهوديّ. كلُّهم صاروا واحدًا في جسد المسيح الذي هو الكنيسة. جاءت أف 2: 12-29 تذكرنا بهذه الحقيقة. اذكروا أنتم. تحدَّثت الرسالة إلى مؤمنين جاؤوا من العالم الوثنيّ، فما عرفوا الإله الواحد بل الآلهة المتعدِّدة. وكان عندهم أرطاميس، إلاهة الطبيعة والصيد، ومعبودة آسية الصغرى. ومن أجلها قاموا بثورة على بولس وهم ينادون: عظيمة أرطاميس الأفسسيّين. كنتم بعيدين عن البشارة بالإنجيل. واليوم تبدَّل الوضع، صرتم قريبين. كنتم غرباء، واليوم صرتُم من أهل البيت. بما أنَّكم لم تعرفوا الإله الواحد، لم يكن أمامكم رجاء. بل كان القدر (هذه القدرة التي هي فوق الجميع) يسيطر عليكم. ولكن اليوم تبدَّل كلُّ شيء. هدم الحاجز. بما أنَّ اليهود عرفوا الشريعة وعبادة الله الواحد، بنوا جدارًا عاليًا بينهم وبين اليونانيّين. جعلوا حاجزًا وكأنَّهم وحدهم خليقة الله وأبناؤه. لا مكان بعدُ لهذا الحاجز. فنحن نمضي إلى المسيح بالإيمان به والاستسلام. ولا حاجة إلى الشريعة اليهوديَّة. وإذا كان حاجز، جدار مثل جدار برلين أو الجدار الذي يُبنى اليوم في فلسطين، فلا بدَّ أن تكون العداوة التي هي بُعد وانفصال، التي هي نقيض الأخوَّة. أمَّا المحبَّة فهي السير معًا، أبعد منّا، باتِّجاه المسيح. اقتلع يسوع حاجزًا، ووضع جسرًا هو جسده، فاستطاع الواحد أن يتَّصل بالآخر. إنسانًا واحدًا جديدًا. اليهوديّ إنسان جديد في المسيح. واليونانيّ إنسان جديد في المسيح. لا يستطيع أحد أن يتكبَّر على الآخر. لا بعيدين بعدُ ولا قريبين. كلُّنا في حضن الآب كما الطفل في حضن والديه. والسلامُ هو للمؤمنين وللامؤمنين. السلام عندنا والحرب عند الآخرين! يا للضلال الكبير والكِذبة التي لا تطاق. كلُّنا مع القدّيسين أي الذين آمنوا واعتمدوا. كلُّنا رعيَّة واحدة لا رعايا. فكيف يجب علينا اليوم أن نتصرَّف؟ مع اللون الأسود، مع الخادمة الآتية من البعيد، مع الذي ليس من ديني ولا من طائفتي؟ |
|