رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ بينَ الحاضِرينَ هُناكَ بَعضُ الكَتَبَة، فقالوا في قُلوِبهم تشير عبارة "الحاضِرينَ" في الأصل اليوناني καθήμενοι (معناها الجالسون) إلى جالسين، بمعنى أنّهم يتربّصون بيسوع من اجل التَّصدّي لأعمال يسوع وتعليمه. فيهيّئ جلوسُهم هنا، جلوسَهم في المجمع للحُكم على يسوع بالموت (مرقس 14: 53؛ 15 1). أمَّا عبارة "الكتبة" فلا تشير إلى مُعلمي الشَّريعة وبعض الفريسييِّن فحسب إنَّما أيْضًا إلى خصوم يسوع الذين كانوا من اليهوديَّة ممن امتلأت قلوبهم حسدًا وبغضًا له (لوقا 5: 17). وللمرّة الأولى في إنجيل مرقس، ظهرت هذه الفئات المُعادية الذين كانوا يتتبَّعون تحركات يسوع ويتقصُّون أخباره ليتصيَّدوه بكلمة، (مرقس 2: 6؛ 16: 11)، فيتّهمونه مُدَّعين أن أعماله ليست من عند الله (مرقس 3: 22) ويهزؤون منه في آلامه (مرقس 15: 31). وهم موضوع انتقاد يسوع، لأنّهم مراؤون يكرّمون الله بشفاههم، أمّا قلوبهم فبعيدة عنه (مرقس 7: 1 -13؛ 12: 38). وينبئ يسوع أنّه سوف يتألّم على يدهم (مرقس 8: 31؛ 10: 33). أمَّا عبارة "فقالوا في قُلوِبهم" في الأصل اليوناني διαλογιζόμενοι ἐν ταῖς καρδίαις αὐτῶν (معناها مُفكرين في قلوبهم) فتشير إلى دلالة سلبيَّة، تنمّ عن عدم فهم أو عن عنادهم رافضين لما يحدث (مرقس 11: 31). إنّهم يفكّرون، لا ليحصلوا على جواب، بل لأنّهم معترضون على ما يحدث. وفي هذا الصَّدد قال يسوع "مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئةُ " (مرقس 7: 21). |
|