الله الذي يتابع عمله في تاريخ الإنسان على النَّحو ذاته. إنّه عمل خلاصيّ يقوم به يسوع الآن تجاه الأبْرَص، إنه يلمس "النَّجِس" الذي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منهُ بسبب الخوف أو الاشمئزاز، وهذا ما فعله القديس فرنسيس الأسيزي الذي في سعيه لمقاومة شعوره بالنُّفور تجاه الأبْرَص الذي التقاه، عاد على أعقابهِ ليُقبّلهُ. وبهذه الطريقة شفى يسوع أولًا قلب الأبْرَص وروحهُ، إذ جعله يشعر بأنّه هو أيضًا ثمين في نظَر الله، وأنّهُ لم يعُدْ منبوذًا أو غير مقبول ومُبعد. فهدم يسوع بمدِّ يديه الحواجز القائمة بين الطاهر والنَّجس وأعاد المُعوزين والمُبعدين إلى ذويهم ومجتمعهم وجماعتهم الدِّينيَّة. فكانت لمسة يسوع تشفي الجسد، لكن كلامه يشفي الرُّوح ويهدم الحواجز. هذه هي البشرى السَّارة، بشارة الإنجيل، أنَّ يسوع يخاطر بحياته لأجل كل إنسانٍ مريضٍ وضائعٍ ومبعدٍ وخاطئٍ ليُنقذه وليُعيد إليه الشِّفاء والحياة والرَّجاء.