رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا كان شاول ومن أين هو؟ هو من يهود الشتات »من بني إسرائيل، ومن عشيرة بنيامين« (فل 3: 5). وُلد في طرسوس، تلك المدينة الجامعيَّة (في تركيّا الحاليَّة) التي عُدَّت ربع مليون نسمة، وهو عدد كبير حين نعرف أنَّ رومة (أو: الإسكندريَّة) أكبر مدن العالم، عُدَّت مليون نسمة. أسرته ميسورة وهو الذي وُلد مواطنًا رومانيٌّا ساعة قال قائد الألف: »دفعتُ مالاً كثيرًا حتّى حصلتُ على هذه الجنسيَّة« (أع 22: 28). في طرسوس تعلَّم شاول الذي سيكون اسمه بولس في العالم اليونانيّ، الشعر أوَّلاً فأورد في خطبة أثينا كلام شاعرين، الأوَّل، أبيمينيد الذي عاش في القرن السادس ق.م.: »فنحن فيه نحيا ونتحرَّك ونوجَد« (أع 17: 28). والثاني: أراتوس ابن القرن الثالث ق.م.: »ونحن أيضًا أبناؤه«، أو »من نسله«. وما قاله هذا الشاعر قريب من الفكر الرواقيّ مع كليانت، تلميذ زينون الفينيقيّ، مؤسِّس المدرسة الرواقيَّة. وفي خطبة أثينا برز الفكر الرواقيّ أيضًا حين قال الرسول: »خلق البشر كلَّهم من أصل واحد، وأسكنهم على وجه الأرض كلِّها (آ26). فالرواقيّون الذين جادلهم بولس، يعتبرون أنَّ الكون هو كلٌّ يدبِّره العقل، لهذا فالحكيم هو من يجعل تصرُّفه متوافقًا مع النظام الطبيعيّ. ثمَّ إنَّ العالم كلَّه يشبه قرية صغيرة، ويجب على البشر أن يتكاتفوا ويتضامنوا. هنا نفهم ما قاله الرسول إلى أهل كورنتوس حين شبَّه الكنيسة بجسد واحد له أعضاء كثيرة (1 كو 12: 12). وتجاه الرواقيَّة هي الإبّيقوريَّة التي أسَّسها إبّيقور مؤسِّسة مدرسة البستان الفلسفيَّة التي طلبت الهدوء للنفس في بحث عن اللذَّة الطبيعيَّة والضروريَّة. مع الشعر والفلسفة هي البلاغة التي تعلِّم الكاتب والواعظ كيف يرتِّب أفكاره لكي يُقنع القارئ والسامع. وهكذا تميَّز بولس بشريٌّا عن الرسل الاثني عشر. ولكنَّه سوف يقول: »ولكن ما كان لي من ربح، حسبته خسارة من أجل المسيح« (فل 3: 7). وأضاف: »من أجل يسوع، خسرت كلَّ شيء وحسبتُ كلَّ شيء نفاية لأربح المسيح وأكون فيه« (آ8-9). |
|