منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 03 - 2024, 01:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,885

بولس وبولس  فهو حاضر عند مقتل إسطفانس



بولس وبولس

فهو حاضر عند مقتل إسطفانس. لدى ذاك الفتى الذي اسمه العبريّ شاول »وضع الشهود ثيابهم أمانة« (اع 7: 58). بل كان رجم إسطفانس حلقة من اضطهاد الكنيسة (أع 8: 1-3)، وكأنَّ ذاك الذي سيكون رسولاً، بدأ يخاصم يسوع إلى أن جندله يسوعُ على طريق دمشق. وإذا جعلنا جانبًا أع 10-11، يتكرَّس سفر الأعمال كلُّه تقريبًا للكلام عن بولس، عن الرحلات الرسوليَّة حتّى وصوله إلى رومة مقيَّدًا، ولكنَّ الإنجيل كان حرٌّا (أع 28: 30-31).

من سفر الأعمال انطلق أعمال بولس فجعلنا نرافق الرسول من دمشق حيث وجد التلاميذ »مستغرقين في الصوم«(6) وهو في المخافة. إلى أنطاكية حيث كانت المحاكمة الأولى والطرد من المدينة بعد أن رموا الرسول بالحجارة وطردوه من المدينة.(7) ذاك ما حصل لبولس كما يروي أعمال الرسل (14: 19) وإذ وصل بولس إلى إيقونيوم (أو إيقونية)، بدأ الخصوم يلاحقونه. تذكُر أعمال بولس شخصين سوف يكونان في رفقة بولس في نهاية حياته: ديماس الذي كان تلميذه الحبيب (كو 4: 14؛ فلم 24) ثمَّ تركه »حبٌّا بالعالم« (2 تم 4: 10). وهرموجينيس الذي ترك بولس مع فيجلُّس (2 تم 1: 15)، فمثَّل نفسه ومثَّل أيضًا اسكندر الحدّاد (2 تم 4: 14) الذي جاء اسمه مع ديماس وهرموجينيس في مخطوطين لاتينيَّين.(8)

في لسترة، كان الناس ينتظرون بولس، كما وصفه لهم تيطس: »رجل قصير القامة، لا شعر في رأسه، ساقان مقوَّستان، شديد البأس، حاجبان مضمومان، أنف معقوف بعض الشيء، مملوء لطافة. تارة بدا بشكل إنسان، وطورًا كان وجهه وجه ملاك.«(9)

هكذا نعرفه في الإيقونوغرافيا وهكذا عرفه أونسيفورس واستقبله في بيته. ومضى بولس إلى أنطاكية بسيدية. وما نلاحظ هو أنَّ رفيقه لا يكون برنابا، ذاك الرجل الذي أرسلته أورشليم باسمها لكي يرى تقدُّم الرسالة التي بدت وكأنَّ الأمور أفلتت من يد كنيسة أورشليم، بل تقلا التي ما نالت العماد بعد.(10)

نلاحظ منذ البداية وجود المرأة في أع بو بينما عدد النساء قليل في سفر الأعمال: ليدية مع بعض النسوة (أع 16: 13-15) في فيلبّي، داماريس في أثينة (أع 17: 34)، برسكلَّة زوجة أكيلا في كورنتوس (أع 18: 2). أمّا في أع بو فدور تقلا مهمٌّ جدًا في التبشير وفي التعميد. ما عمَّدها بولس فعمَّدت نفسها. فقالت لبولس: »نلتُ المعموديَّة. فالذي عمل فيك من أجل الإنجيل، عمل فيَّ أيضًا لكي أعمَّد.« وهكذا بدا السؤال مطروحًا: »أما يحقُّ للمرأة أن تمنحَ سرَّ العماد؟« والجواب هو نعم في أع بو.(11) فبولس وافق على ما فعلته تقلا مع أنَّ الإنسان لا يحقُّ له أن يعمِّد نفسه. ثمَّ أرسلها تبشِّر، كما أرسل يسوع تلاميذه. قالت لبولس: »أنا ماضية إلى إيقونيوم.« فأجابها بولس: »امضِ وعلِّمي كلام الله.«(12) كلام بولس هو امتداد لكلام يسوع. طلب الربُّ من رجل أن يتبعه، فقال له: »دعني أذهب أوَّلاً وأدفن أبي.« فقال له يسوع: »اترك الموتى يدفنون موتاهم. وأمّا أنت فاذهب وبشِّر بملكوت الله« (لو 9: 59-60). وفي هذا ردٌّ على تيّار بولسيٍّ جاء بعد بولس: »فلتصمت نساؤكم في الكنائس، فلا يجوز لهنَّ التكلُّم« (1 كو 14: 34). ولكن إذا كان الله نجّى تقلا من الموت، فلكي يرسلها لكي تحمل الإنجيل.(13)

ومع تقلا تُذكَر نساء عديدات: أمُّها تيوقليا. ثمَّ تريفانيا التي استقبلت تقلا قبل أن تُرمى للوحوش. وفلكونيلاّ ابنة تريفانيا التي توفِّيت ولكنَّها لبثت حاضرة في حياة أمِّها. والنساء اللواتي ساعدن تقلا بالعطورِ بحيث تخدَّرت الحيوانات، وما اكتفين بأن يبكين فقط على مثال نساء أورشليم اللواتي »كنَّ يلطمن صدورهنَّ وينحن عليه (على يسوع)« (لو 23: 27). وفي النهاية، امتدحت النسوة الله الذي نجّى تقلا.(14)

أمّا الأغابّي أو عشاء المحبَّة الذي يذكِّرنا بالعشاء السرّيّ، فما هيَّأه في أع بو، تلميذان من تلاميذ يسوع، بل امرأتان هم لاما الأرملة وابنتها أميا، وهما تبعتا بولس كما التلاميذ تبعوا يسوع.(15)

في أفسس حيث أتى بولس ورُميَ للوحوش، في خطِّ ما أشار إليه هو في الرسالة الأولى إلى كورنتوس (15: 2: صارعتُ الوحوش)، كانت بقربه امرأتان: أرتيميلاّ امرأة جيروم حاكم المدينة، وأوبولا زوجة ديوفانتوس الذي حرَّره جيروم. أمّا أوبولا هذه فكانت »تلميذة بولس، فتبقى جالسة لدى الرسل ليلاَ ونهارًا.« هكذا كانت مريمُ أختُ مرتا (لو 10: 39). وكما كان يوسف الرامي تلميذ يسوع (يو 19: 38)، كذلك كانت أوبولا.(16)

وفي كورنتوس حصل لبولس ما يرويه سفر الأعمال ممّا حصل له في قيصريَّة. أمّا النبيّ فكان أغابوس (أع 21: 11ي). أمّا في أع بو فهي نبيَّة اسمها ميرتي التي وعظت في الإخوة، ثمَّ وزَّعت الخبز.(17) أتراها تعمل ما يعمل الكهنة؟

أمّا المناخ الذي تجرى فيه حياة بولس فهو مناخ الصوم والصلاة دون أن ننسى الدموع. حين كان »الشبّان والشابّات يأتون بالحطب والقشِّ لإحراق تقلا«،(18) كان بولس صائمًا مع أونيسيفورس. ولبث صائمًا أيّامًا كثيرة إلى أن جاع الأولاد. فقال أحدهم لتقلا التي كانت تبحث عن يسوع: »بولس يبكي بسببك، ويصلّي ويصوم منذ ستَّة أيّام حتّى الآن.« وبعد أيّام الصوم، نالت الجماعة النعمة المطلوبة، فصلّى بولس إلى الربّ: »أنا أباركك، لأنَّك استجبت طلبتي وسمعتَ لي« (امتداد، ص 33).

وصام لونجنس حين رأى أنَّ ابنته فرونتين ميتة. وأمُّها كانت بجانبها واسمها فيرميلا. ولكنَّ بولس أقامها كما سبق يسوع فأقام ابنة يائيرس رئيس المجمع، الذي لا يُذكر اسم امرأته ولا اسم ابنته (امتداد، ص 72). ففي فيلبّي حُكم على بولس بالموت كما نقرأ في الرسالة إلى أهل فيلبّي (فل 1: 12-14) ولكنَّه نجا. فأُرسل إلى الأشغال الشاقَّة في المناجم ونجا أيضًا »فصارت دموع بولس انفراجًا« (امتداد، ص 73). ولكنَّ الخطر الكبير الآتي، هو انطلاق بولس إلى رومة. قال الرسول: »أيُّها الإخوة، اجتهدوا في الصوم وفي المحبَّة. فها أنا ماضٍ إلى أتون النور« (امتداد، ص 73). فبواسطة »هذا الصوم الثمين« يكون الربُّ معي. يواصل أع بو كلامه عن جماعة كورتنوس الذين »كانوا مكتئبين وصائمين« (امتداد، ص 74). وما نلاحظ هو أنَّ هذا الصوم يسبق عشاء الربّ. هذا ما نقرأ في الصفحة عينها (صنع بولس قربانًا) كما بعد إقامة فرنتين (امتداد، ص 72). أمّا الطعام بعد نجاة تقلا فهو »خمسة أرغفة وبقول وماء«.(19) فلا وجود للخمر في هذه الجماعة. وعشاء الربِّ نفسه يُصنع بالماء لا بالخمر.

مثلُ هذا الكلام نقرأه في أعمال فيلبُّس الذي لا يهتمُّ بالطعام المادّيّ بل بطعام الروح(20) p. EACI, 1232)) وهكذا يحافظ على حرِّيَّته. ويقول لنفسه: »لا تبحثي عن الأطعمة لكي تنالي العزم.« وما نقوله عن الطعام، نقوله عن الزواج. ذاك ما حصل بعد خطبة توما في أعمال توما، حيث رفض العروسان أن يتجامعا. بالنسبة إلى العروس، هي تطلب »العريس الذي لا يفسد والذي ظهر لي في هذه الليلة«.(21) أمّا العريس فامتدح الربَّ لأنَّه »أبعده عن الفساد«. نحن هنا في إطار المتعفِّفين الذين يرفضون الزواج. هذا ما يجعلنا في إطار غنوصيّ عرفته مثلاً الرسالة الأولى إلى تيموتاوس التي تتحدَّث عن »مرائين كذّابين اكتوت ضمائرهم فماتت، ينهون عن الزواج وعن أنواع من الأطعمة خلقها الله« (1 تم 4: 2-3). لا شكَّ في أنَّ تقلا رفضت الزواج في مثل هذا المناخ، حين سمعت كلامًا قاله بولس، مشابهًا »لعظة الجبل«: »طوبى للذين يحفظون عفَّة جسدهم، لأنَّهم يكونون هياكل الله.« طوبى للأعفّاء لأنَّ الله يتحدَّث معهم. طوبى للذين تخلُّوا عن هذا العالم لأنَّهم يرضون الله. طوبى للذين لهم نساء كأنَّ لا نساء لهم، لأنَّهم يكونون وارثي الله«.(22) فما يقابل العفَّة هو النجاسة، فماذا يختار المؤمن والمؤمنة من أجل اتِّباع بولس أو اتِّباع المسيح؟

بولس هو بولس كما نعرفه في الرسائل، ولا سيَّما خلال الرحلات الرسوليَّة. ولكنَّه نال قدرة عجيبة هو والذين معه، بحيث لم يعد إنسانًا، بل شبيهًا بالله. يعرف كلَّ شيء، يفعل كلَّ شيء، ولا يقف في وجهه عائق. ثمَّ هو وحده، ولا علاقة له برسول من الرسل ولا بتلميذ من التلاميذ. هو البداية وهو النهاية في الرسالة. أما يكون هو يسوع المسيح؟ تلك مسألة نصل إليها بعد أن نرى القرابة بينه من جهة، وبين بطرس ويوحنّا من جهة أخرى.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الذين رجموا إرميا النبي في مصر ورجموا إسطفانس في اورشليم
انظروا إنسانًا، شاول وبولس؛ شاول في المغارب، وبولس في المشارق
كان يهود أسيا هم الذين تآمروا لقتل بولس
كفاك وعظاً يا بولس فقد نام أفتيخوس...يا أفتيخوس كيف تنام وبولس هو الذى يعظ؟
لوموند: مقتل أبو يحيى الليبى وراء مقتل السفير الأمريكي


الساعة الآن 05:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025