|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَقام فيها أربَعينَ يَومًا يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: "يخدُمونَه" فتشير إلى خدمة المائدة وتقديم الطَّعام بعد صومه الطَّويل (متى 8: 15)؛ ينال يسوع الطَّعام من الله على يد الملائكة. ويُعلِّم يسوع تلاميذه أن يطلبوا وينالوا هذا الطَّعام من الآب السَّماوي أيضا "رزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا" (لوقا 11: 3). وحيث أنّ يسوع الابن لم يطالب لنفسه أن يكون مساويًا لله (فيلبي 2)، لذلك أعطي له ما لم يطالب به: هوّذا يسوع يعامَل بصفة ملك، يتلقّى طعامه من مرسلي الله: "وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه". وتعتبر الخدمة مع التَّسلط على الوحوش إحدى وعود الله التي يمنحها للمتوكِّلين عليه كما يترنَّم صاحب المزامير " لأنَّه أَوصى مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ في جَميعِ طرقِكَ. على أَيديهم يَحمِلونَكَ لئَلاَّ تَصدِمَ بحَجَر رجلَكَ. تطأ الأَسَدَ والأفعى تدوسُ الشبلَ والتَّنين. أُنجيه لأنَّه تعَلق بي أَحْميه لأنَّه عَرَفَ اسْمي" (مزمور91: 11-13). وأخيرًا، إذ كان يسوع مع الوحوش والملائكة تخدمه، فهي صورة آدم الحقيقيَّة، آدم الجديد الذي يُحيي آدم القديم. إنّها صورة الفِردوس الأوّل، حيث يسود الإنْسَان على الوحوش بكلمته مثلما يفعل الله. وهكذا يلمِّح لنا مرقس الإنْجيلي أن يسوع قد انتصر على التَّجْرِبَة دون ذكر محتوى هذه التَّجْرِبَة ولا عددها ولا الوسائل التي استخدمها يسوع للتغلب عليها. وباختصار، أراد مرقس الإنْجيلي أن يركِّز على أهميَّة التَّجْرِبَة حيث قَبِلَ يسوع أن يجرِّبه إبليس كما يُجرّب كل إنسان تضامنًا مع الوضع البشري. |
|