![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فأَقام فيها أربَعينَ يَومًا يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه: تشير عبارة "أربَعينَ يَومًا " إلى دوام التَّجْرِبَة طوال إقامة يسوع في البرِّيَّة، في حين أن التَّجْرِبَة في إنْجيلي متى ولوقا تَمَّت في نهاية إقامة يسوع في البرِّيَّة "فصامَ أَربَعينَ يومًا وأَربَعينَ لَيلةً حتَّى جاع فدَنا مِنه المُجَرِّبُ" (متى 4: 2، ولوقا 4: 1). وذكر متى الإنْجيلي تَجْرِبَة يسوع كأنَّها حدثت عند نهاية تلك المُدَّة ( متى 4: 2-3) ويذكِّرنا الرَّقم (40) بخبرة موسى خلال أربعين يومًا التي قضاها في صومٍ مُطلق، بعيدًا عن شعبه، في عُزلة الغمام، على قمّة جَبَلِ سيناء (خروج 24: 18)، ويُذكرنا هذا العدد أيضًا بخبرة إيليا: فبعد اضطهاد الملك آحاب، سار إيليّا في البرِّيَّة أربعين يومًا، عائدًا بذلك إلى نبع العهد، إلى صوت الله، من أجل انطلاقة جديدة لتاريخ الخلاص (1ملوك 19: 18)، ويُذكرنا هذا الرَّقم أخيرًا بالأربعين سنة التي فيها جُرّب الشَّعب العبراني في البرِّيَّة (تثنية الاشتراع 8: 2-3) التَّجارب الثلاث: تَجْرِبَة الجوع (المنّ: خروج 16)، تَجْرِبَة مطالبة الله بالخوارق (معجزة الماء: خروج 17)، تَجْرِبَة عبادة الأصنام (عجل الذَّهب: خروج 3). ومن هذا المنطلق يدل الرَّقم 40 على زمن مِحْنة، ولكنَّ الكتاب المقدس أراد بالأحرى أن يُشدِّد على المعنى الرَّمزي، وهو عمر جيل بكامله وهي فترة زمنية طويلة لا نعرف مدتها معرفة دقيقة (التَّكوين 7: 4 وخروج 24: 18). والغريب أنَّ أيامنا المعاصرة دخلت عبارة " أربعين يوما" على كلمة الحَجر الصِحِّي لمدة أربعين يومًا (quarantine)، وذلك للشِفاء من كارثة كورونا وعدم نشر هذا الوباء للقريب منّا لئلا يصاب هو أيضًا بالعدوى. وما الصِيام إلّا حجرٌ وعزلٌ عن مرض الخطيئة لكي ننتصر على التَّجْرِبَة. مدّة أربعين يومًا سيكون يسوع أمامنا ومعنا. |
![]() |
|