رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نور الشريعة الإلهية 4 أَمَّا أُولئِكَ فَكَانَ جَدِيرًا بِهِمْ أَنْ يَفْقِدُوا النُّورَ، وَيُحْبَسُوا فِي الظُّلْمَةِ، لأَنَّهُمْ حَبَسُوا بَنِيكَ الَّذِينَ بِهِمْ سَيُمْنَحُ الدَّهْرُ نُورَ شَرِيعَتِكَ الْغَيْرَ الْفَانِي. أما أولئك فكانوا يستوجبون أن يفقدوا النور، ويحبَسوا في الظلمة لأنهم حبسوا أبناءك، الذين سيُمنحُ العالم بهم نور الشريعةَ غير القابلِ للفساد. [4] حُبس المصريون الوثنيون في سجن الظلمة، لأنهم حبسوا بني الله الذين يأتي منهم السيد المسيح النور الأبدي غير الفاني، المشرق على الجالسين في الظلمة! بينما يحبس الأشرار أنفسهم في سجن هو من صنعهم يتمتع القديسون الحكماء بنورٍ عظيمٍ، "جعلت لهؤلاء عمود نورٍ دليلًا في طريق لم يعرفوه، شمسًا لتلك الضيافة الكريمة لا أذى بها" (حك 3:18). يرى الكاتب في خروج الشعب من مصر إلى أرض الموعد تمتعهم في الطريق باستلام الشريعة على جبل سيناء خلال موسى النبي، بكونها نورًا يهدي البشرية إلى التمتع بكلمة الله المتجسد، شمس البرّ. * ينير الكتاب أعين النفس فاقرأه أيها العاقل، وامتلئ من حبّه. فمن قراءة الأسفار المقدسة تشرق الشمس على العقول التي تتغذى منها بتمييز. لقد وضع الله الأسفار المقدسة في العالم كسراج نورٍ تضيء ظلمته. فالذي يحبّ نفسه يستنير بالقراءة، ويسير على هداها. اقترب من الكتاب بحبٍ، تأمل جماله. لن تستفيد بدون الحب، لأن الحب هو مدخل الفهم. يفرض الكتاب حبَّك، فإن كنت لا تحبه فلا تقرأه. إنه يكلمك، فإن ضجرت في قرائته حرمك من إيمائاته. يجب أن تحبَّه وتفتحه وتقرأه وتتأمل جماله، وإلا فلا تقرأه، لأنك إن كنت لا تحبَّه لن تستفيد منه. القديس مار يعقوب السروجي * سواء خلص الإنسان أم هلك فإن الإنجيل يبقى في قوته. النور حتى وإن أعمى أحدًا فهو نور. والعسل وإن كان مرًا بالنسبة للمرضى لا يزال حلوًا. هكذا الإنجيل له رائحة ذكية للكل حتى إن هلك الذين لم يؤمنوا به.* إن ضاع إنسان لا يلوم إلا نفسه. فالطيب الملطف يُقال إنه يخنق الخنازير. النور يعمي الضعفاء. ففي طبيعة الأمور الصالحة ليس فقط أن تُصلح من يلتصق بها، بل وتحطم المقاوم لها، هكذا تعمل قوتها. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|