رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس الرسول اقتدوا بي ماذا يختار المؤمنون في فيلبّي؟ أن يسيروا في خطى الرسول الذي يستند إلى الإيمان بالمسيح، أم أن يسيروا في خطِّ »الكلاب« و»عمّال السوء« و»أهل الختان الذين يشوِّهون الجسد؟« لا شكَّ في أنَّهم يختارون رسولهم بعد أن أحبَّهم وأحبُّوه. هل تسير جماعة فيلبّي باتِّجاه الصليب، أو يكون أبناؤها »أعداء صليب المسيح؟« (آ18). على مثل هؤلاء الناس يبكي الرسول: »أقول والدموع في عينيّ« (آ18). ما استطاع بولس يومًا أن يرضى بأن لا يكون إخوته، بنو قومه، بين التابعين ليسوع المسيح. قال في الرسالة إلى رومة: »كم أتمنّى من كلِّ قلبي، أيُّها الإخوة، خلاص بني إسرائيل، وكم أبتهل إلى الله من أجلهم« (رو 10: 1). أوَّلاً، عندهم غيرة (آ2) شبيهة بغيرة الرسول، ولكنَّها غيرةٌ نقصتها المعرفة. اعتبروا أنَّهم يتبرَّرون بأعمال الشريعة، فكانوا جاهلين. ما أخذوا بطريق الله، فاختاروا طريقهم الخاصّ. وهكذا ضلُّوا الطريق. الهدف هو المسيح ولا هدف غيره. هو الطريق »التي تقود إلى الحقِّ والحياة« (يو 14: 6). وطريق الله لا يمكن أن تكون طريق البشر، ولا فكره فكرهم. كان الخلاص قريبًا من هؤلاء »اليهود«، والكلمة في متناول يدهم، ومع ذلك رفضوا أن يشهدوا ليسوع. أمّا بولس فاستطاع أن يسمع: »إذا شهدتَ بلسانك أنَّ يسوع ربّ، وآمنتَ بقلبك أنَّ الله أقامه من بين الأموات، نلتَ الخلاص« (آ9). فماذا ينتظر أهل فيلبّي لكي يسيروا في خطى من نال الخلاص. هم عادَوا الربّ. وبولس عاداه، بل تفوَّق عليهم في معاداته. هم غيارى على الشريعة، وبولس أكثر غيرة منهم. فهو »من اضطهد الكنيسة« (3: 6). وهذه خطيئة يعترف بها مرارًا. قال: »لا أحسبُ نفسي أهلاً لأن أُدعى رسولاً، لأنّي اضطهدت كنيسة الله« (1 كو 15: 9). وكيف تمَّ التحوُّل؟ بواسطة النعمة التي نالها، وهي »نعمة لم تكن باطلة« (آ10). هذه النعمة مجّانيَّة، وكما نالها الرسول، يستطيع بنو قومه أن ينالوها. فيا ليت هؤلاء اليهود (أو: اليهومسيحيّين) يقتدون بذاك الذي كان مثلهم لكي يصبحوا مثله، فيحيوا من المسيح ويجاهدوا معه، لا أن يجاهدوا ضدَّه ويدمِّروا الرسالة الإنجيليَّة. الخلاصة تأتي الخلاصة في سؤالين: كيف يقتدون برسولهم؟ ولماذا يقتدون برسولهم؟ ما خاف الرسول من الموت، فقال: »الحياة عندي هي المسيح، والموت ربحٌ لي« (1: 21). استعدَّ أن يكون مع المسيح، في الحياة كما في الممات. وفي النهاية، اختار أن يواصل الرسالة: »أبقى بينكم لأجل تقدُّمكم وفرحكم في الإيمان« (آ25). ولماذا يقتدي أهل فيلبّي برسولهم؟ لأنَّه يقتدي بالمسيح، كما قال في الرسالة الأولى إلى كورنتوس (11: 1). وكيف بدا شخص المسيح؟ كان الغنيَّ فصار الفقير قبل أن يغتني من جديد. كان في صورة الله (2: 6)، فتنازل في درجة أولى فصار شبيهًا بالبشر، وفي درجة ثانية »اتَّخذ صورة العبد« (آ7). ولكنَّ »الله رفعه«، مجدَّه. وهو بدوره يمجِّد الذين ساروا معه فيجعلهم »يضيئون مثل الكواكب في العالم« (آ15). |
|