رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأنها أمـنـا يعلن الوحي على لسان الرسول بولس ” فإن الذين سبق فعَرفَهم سبق فحدّد أن يكونوا مشابهين لصورة إبنه حتى يكون بِكراً مـا بين أخوة كثيـرين” (رومية29:8)، فيسوع هو الإبن البكر لأخوةكثيرين. مريم هى أم الـمسيح يسوع بكل أعضاء جسده السري. الـمسيح هو الرأس ونحن الأعضاء” كذلك نحن الكثيرون جسد واحد في الـمسيح يسوع وكل واحد منا عضو للآخرين”(رومية5:12) ولا يـمكن للأعضاء ان تحيا بدون الرأس “أنا الكرمة وأنتم الأغصان” (يوحنا5:15)، فنحن أعضاء في كرمة الرب” فأنتم جسد المسيح وأعضاء من عضو”(1كورنثوس 27:12). ومريم قد ولدت الجسد كله، فنحن أبناء لـمريم وإخوة ليسوع وأعضاء في كرمتـه، وبعد أن كانت مريم أمـاً للـمسيح فقط صارت أمـا لكل من يؤمن بـه ويتبعه، وبإتحادنا في جسد الـمـسيح أصبحنـا أبناء لـمـريم وإخوة ليسوع. إذن أمومة مريم لنا أصلها ناشئ من إيـماننا بالـمسيح وأخوتنـا لـه ومن أننا أصبحنا أعضاء في جسده..أي كنيسته. وبما ان مريم هى أمنـا وحسب وصية الله في إكرام أمهاتنـا لهذا تستحق مريم منا كل إكرام. تمجيد رجال الله وصيّة مطلوبة كما جاء على لسان يشوع بن سيراخ:”لنمدح الرجال النُجباء آباءنا الذين وُلدنا منهم. فيهم انشأ الرب مجداً كثيراً وابدى عظمته منذ الدهر”(يشوع بن سيراخ1:44)، “ليكن ذكرهم مباركا ولتزهر عظامهم من مواضعها. وليتجدد اسمهم وليمجدهم بنوهم”(يشوع بن سيراخ14″46-15)، افلا تستحق إذن منا القديسة مريم الإكرام والتمجيد؟ لأنهـا ملجـأ للخطــأة نلتجئ لـمريم لأنهـا أم مثلنـا وعليه فنحن نشعر بجاذبية خاصة نحوها لتشفع لنا عند ابنها الإلهـي. ففى الواقع لا يتجاسر الخاطئ في كثير من الظروف أن يذهب رأساً إلـى يسوع لطلب الرحمة، وذلك لأنـه يعلم كل العِلم إن يسوع هو إلهـه وخالقـه، الرب العظيم الذي أهانـه وأغضبـه وداس وصايـاه، ولكنـه لا يخشى التقرب إلـى والدة يسوع ويطلب شفاعتهـا، لأنهـا ليست إلهه وخالقه، وليست ربـه وديـّانـه، إنـما هـى أم حنون ترثـى لشقاء إبنهـا الضال الخاطئ، فتقوده إلـى إبنهـا الإلهـى، طالبـة العفو والغفران. ويوجد في التقليد الكنسي صلوات وتضرعات لـمريم العذراء يرجع تاريخها للقرن الثالث الـميلادي ومرفوعة لـمريم طالبة حمايتها وشفاعتها للإنقاذ من كل خطر. وطوال تاريخ الـمسيحية حتى يومنا هذا تمتلئ الكنيسة بالـمدائح والتضرعات والتسابيح والترانيم لـمريم العذراء لتشترك معنا في شركة الصلاة إلى الله. لأنها سلطانـة السموات والأرض سلطانة السموات لأنهـا متوجـة بتاج العظمة والمجد لأنهـا والدة الكلمة المتجسد وهى تتطلع من عليائها بالرحمة والحنان على أبناء البشريـة، وسلطانة الأرض لأن لها مملكة واسعة النطاق حيث لها العديد من الكنائس والإيبارشيات الـمشيّدة على إسمهـا في جميع أنحاء الأرض بالإضافة إلـى كثير من الدول والـممالك التى اتخذت العذراء شفيعة ولها أبناء عديدون يدينون لهـا بالخضوع والحب والولاء لأنهـا أم يسوع وأمهـم. إن مريم صارت حقاً سلطانـة السموات والأرض في الوقت الذي أصبحت فيـه أم الله صانع السموات والأرض (مزمور2:120).ان لقب ملكـة أو سلطانـة أُعطـي للعذراء مريـم منذ بدء القرن الرابع الـميلادى كدلالـة على مكانتهـا وقوة شفاعتهـا، ولقد أُدخل في كثيـر من الصلوات الطقسية، وحتـى في الفنون حيث تُرسم العذراء وعلى رأسهـا تاج. في نص بشارة الـملاك جبرائيل للعذراء أن إبنهـا “سيعطيه الرب الإلـه عرش داود أبيـه ويـملك على آل يعقوب إلـى الأبـد” (لوقا32:1)، وفـى كلمات أليصابات عندما صاحت بصوت عظيم “من أين لـي هذا أن تأتـى أم ربـي إلـيّ” (لوقا43:1) نجد إنـه بسبب مُلك إبنهـا حصلت مريـم على هذا الشرف أن تكون “أم الرب الـملك” أي “الـملكة”. ومن أجل الحب الـمستمر للمخلّص ولرسالتـه من أجل البشر، ولأنهـا كانت رسولـة وتلميذة كاملة تبعت تعاليـم السيد الـمسيح وعـملت إرادة الآب السماوي فإستحقت أن تدخل ملكوت السماوات (متى21:7) وأن تنال إكليل الحياة (رؤ10:2) وأن تجلس معه على عرشه حسب وعد السيد المسيح للمؤمنيـن”أؤتيـه أن يجلس معي على عرشي” (رؤيا21:3). ومزمور داود يُعظّم الـملك والـملكة القائـمة عن يـمينه “قامت الـملكة عن يـمينك بذهب أوفيـر”(مز10:44). ومُلك العذراء مريـم يجب أن يُفهم على انـه في الحب والخدمـة وليس للدينونـة والحُكم، فسينكا الفيلسوف يعّلم قائلا: “إن جلالة الـملوك والـملكات إنـما تتلألأ في إسعافهم الـمساكين وإحسانهم إليهم وتكون غايتهم هو خيـر رعايـاهـم”، ومريم “ملكة الرحـمة” أمضت كل حياتهـا في الأرض في تواضع وخدمـة مستـمرة “هـا أنـا آمـة الرب”(لوقا28:1)، ومع يسوع إبنـها وخضوعهـا التام لـه ولرسالتـه حتى الصليب والقيامـة، وحتـى بعد موتهـا واصلت خدمتهـا نحو أبناءهـا لتساعدهـم للوصول للحياة مع الله. فمريـم إبنة صهيون… و مسكن الله… و الإبنة الـمختارة و الـملكة والأم والـمباركـة ألا تستحق منـا الإكرام اللائق؟ |
|