رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ، وَعَلَى مُرْتَفِعَاتِي يُقِيمُنِي. الإيل: ذكر الغزال الذي يتميز بسرعة الجرى. يشكر داود الله الذي يعطى رجليه سرعة في الجرى مثل الإيل، سواء في الهروب من أعدائه، أو مهاجمة الأعداء، كما ذكر في ع(29) أنه يقتحم جيوشًا ويتسَّور أسوارًا، فهي قوة إلهية تميز داود وتعطيه نصرة على الأعداء. وهكذا أيضًا يعطى الإنسان الروحي سرعة في الهروب من الخطية، وسرعة في الهجوم على الشر بالصلاة والاتضاع، فينتصر دائمًا. يهرب داود ويرتفع على جبال، أو تلال عالية، فيصعب على الأعداء مهاجمته، فالله يحصنه بهذه المرتفعات، ويساعده على هذا سرعته في الجرى. فمن يتكل على الله يعطيه قوة لا يستطيع إبليس مقاومتها. إن الإيل في سرعتها تهاجم الثعابين وتأكلها، فهي ترمز للإنسان الروحي الذي يهاجم بقوة الله الشر وينتصر عليه. وعندما تأكل الإيل الثعابين تعطش جدًا، فتشرب بكثرة، كما يشرب الإنسان الروحي من ينابيع الروح القدس في الكنيسة. من المرتفعات التي يقيم الله داود عليها هي الصلاة التي تثبت الإنسان كالجبل، وترفع قلبه للعلاء، فتستمر معونة الله معه. إن الإنسان الروحي سريع مثل الإيل في الالتجاء للروحيات وهي الصلاة والتأمل، فيتمتع أكثر من غيره بالسمو الروحي على المرتفعات. إن مرتفعاتى هي الفضائل التي وهبنى الله إياها وأحببتها،وعندما أسرع إلى الله كالإيل، ينمينى في محبة الفضيلة، فتصير حصنًا لى من حروب الشياطين. |
|