رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالصور..الطفلة"حبيبة"ضحية فساد المنظومة الصحية كتبت : أميرة ممدوح – هناء حبيب يخطئ من يظن أن المصريين بعد الثورة وانتخاب رئيس جديد ينعمون بحياة وردية بل على العكس مازالت صرخات شريحة ليست بالقليلة من المصريين تصم الاذان، صرخات الباحثين عن الحياة، راغبين في العيش أصحاء بكرامة إلا أن صرخاتهم يبدو أنها لا تصل إلى مسامع المسؤلين. ومن بين هؤلاء الحاج محمد عبدالله من محافظة المنوفية الذي يروي لنا حكايته المليئة بالأحداث المأساوية، فمنذ خمس سنوات بدأت الحياة تعطيه ظهرها وأذاقته الكثير من الويلات، حيث رزقه الله بمولودته والتي ما ان أتمت الشهر الرابع من عمرها حيث بدأ شبح المرض يطاردها فما ان تناولت تطعيم الأطفال حتى أصيبت بارتفاع في حرارتها وتصلب في الأطراف وبمجرد عرضها على الطبيب المختص بالقرية لوحظ ارتفاع الحرارة لتصل الى اربعين درجة وزرقة بالشفتين والإصابة بنوبة صرع وتشنجات بالأطراف وتم عمل اللازم لها من إعطاء جرعات من الأدوية وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي وعمل كمادات لخفض الحرارة وبالفعل انخفضت الحرارة واستقرت الحالة إلى حد ما، وبعد ذلك تم تحويلها لمستشفى الشهداء المركزي بالمنوفية لتشخيص الحالة وتحديد سبب تدهور حالتها وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لها. و طرق الحاج محمد العديد من الأبواب لإثبات حق ابنته في العلاج بالخارج على نفقة الدولة عن طريق إثبات الخطأ الطبي الذي أدى إلى حرمانها من صحتها وطفولتها، فيتساءل والدموع تملأ عينيه "لمن أشتكي بعد أن طرقت جميع الأبواب لإثبات حق ابنتي في العلاج بالخارج على نفقة الدولة خصوصًا وأن هناك العديد من التقارير الطبية التي أثبتت الجريمة التي اقترفها الأطباء بحق ابنتي من إعطائها تطعيم فاسد حرمها من الحياة مثل سائر الأطفال؟". "فذهبت إلى النيابة لإثبات الواقعة وبالفعل أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بعرضها على لجنة طبية من ثلاثة من كبار الأطباء الشرعيين لتشخيص الحالة و تحديد مدي حاجتها للعلاج بالخارج و لكن لم يتم التوصل لشئ , فالاوراق ما أن تصل إلى شبين منوفية حتى يتم تجاهلها وكأنها لم تكن، حيث تعرقل الإجراءات حتى لا يدان أحد من الأطباء". كما تعرضتُ للضرب والإهانة من قبل مدير مكتب وزير الصحة هشام عطا الذي قام بضربي على وجهي، بعد أن طلبت منه ألا يكون سبب في وقف حال ابنتي وحرمانها من الحياة وبالفعل تقدمت ببلاغ ضده برقم 4500 بقسم السيدة زينب، حتى البدعة الجدية والمسماة بديوان المظالم لم أتركه ذهبت وقدمت أوراقي ولم يسأل أحد فينا حتى الآن". وذكر أن الفساد بالقطاع الطبي بحافظة المنوفية، وصل إلى مرحلة خطيرة وذكر واقعة لإحدى طبيبات المنوفية التي أعطت حقنة بالخطأ لسيدة أثناء الولادة مما أدى إلى وفاة السيدة وما كان من الوزراة إلا أنها عاقبت الطبيبة بخصم عشرة أيام من راتبها. "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا" هذا هو حال الحاج محمد الآن، فبعد أن فقد الأمل في علاج ابنته بالخارج على الرغم من تصنيف حالتها بأنها تحتاج إلى علاج من الدرجة الثانية بمعنى أن العلاج المتوفر بمصر لا يجدي معها إلا أنه تم تحويلها للعلاج بمعهد ناصر، ثم كانت الصاعقة حيث من المفترض أن تأخد حبيبة 2,5 مللي جرام من دواء ديباجين إلا أنه تم إعطائها 30 سم من الدواء فلم تسلم حبيبة من الأطباء معدومي الرحمة والضمير. وأضاف الحاج محمد أن ابنته حبيبة والبالغة من العمر خمس سنوات تعاني الآن من العديد من الأمراض منها تسمم بالدم ونوبات صرع متكررة، التهاب بالمخ وضمور بالعصب البصري. ويرى أن سبب ما وصلت إليه حالة حبيبة ما كان ليحدث لولا غياب الضمير و الرحمة فللأسف لا يوجد طب بمصر – حسب تعبيره –. كما استنكر أداء نواب مجلس الشعب وخص بالذكر د \ أكرم الشاعر الذي أبكانا في أول جلسات البرلمان بحديثه عن المصابين وعن الثورة، وابنه كان مصاب وسافر لأمريكا وألمانيا للعلاج على نفقة الدولة "واحنا مش عارفين نعالج عيالنا لأننا غلابة ملناش حق نعيش". وأضاف: "ذهبت لعضو مجلس الشعب عن دائرتي فقال لي "العلاج بالخارج للمشاهير والفنانين فقط، فلو كانت ابنتي راقصة لاهتموا بها وسفروها للعلاج لكن للأسف كنت أتخيل أن الثورة ستحل مشاكلنا، إلا أنه اتضح أن الثورة فاسدة لن يأكل من خيرها سوى الأغنياء والكبار فقط". واستطرد قائلاً: "بعت البيت الذي أملكه كي أصرف على علاجها وعلى أخواتها فلديّ أربعة أبناء يحتاجون للفلوس عشان ياكلوا و يشربوا فأنا كل ما أجمع 100 جنيه بسافر بيهم هنا القاهرة عشان أدورعلى حق بنتي وبسيب لأولادي 20 جنيه كل ثلاثة أيام، فهل يعقل أن تكفي عشرين جنيه أربعة أبناء في ثلاثة أيام؟، هل في وزير يقدر يعيش بالمبلغ ده؟". وناشد محمد الرئيس مرسي بالنظر إلى حالة ابنته بعد أن يأس من كثرة الشكاوى التي تقدم بها إلى المسؤلين والجرائد والتليفزيون ولم يرحم أحد خوفه على طفلته، فالحيوانات بالخارج تعامل أكرم من الإنسان بمصر. كما طالب بمحاسبة وزير الصحة السابق حاتم الجبلي على الجرائم التي ارتكبها في حق صحة المصريين، وتساءل هل هو أحسن من مبارك في شيء؟ مبارك اتحاكم يبقى هو لأ ليه؟. وأخيرًا أكد أنه لن يتنازل أو يفرط في حق طفلته في الحياة، ولن يغادر مكان اعتصامه بوزراة الصحة إلا بعد الاستجابة لمطالبه التي هي أبسط الحقوق المشروعة للإنسان. |
|