رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العبادة الوثنية في إشعياء 44 يقدم لنا إشعياء أصحاح 44تصويرًا رائعًا عن فساد العبادة الوثنية، مظهرًا أن الأوثان وصانعيها والمتعبدين لها جميعهم يحملون خزيًا وبطلانًا. فصناع الأوثان جادُّون لا يهتمون بالجوع ولا العطش ولا التعب (إش 44: 12)، من أجل صنع الفأس من الحديد وطرق صفائح لإقامة التماثيل. وهكذا أيضًا بالنسبة للنجارين الذين يبذلون كل الجهد لحفر تماثيل خشبية. الجميع يتعبون ولا يكلون لإقامة تماثيل معدنية أو خشبية عاجزة عن تقديم الخلاص، بينما يتهاون أولاد الله في جهادهم الروحي بالرغم من تمتعهم بإمكانات إلهية قادرة على تمتعهم بالخلاص الأبدي. وكأن هؤلاء العاملين باطلًا يدينون أولاد الله المتهاونين، وكما قال رب المجد يسوع أن أبناء هذا الجيل أحكم من بني الملكوت (لو16: 8). من جانب آخر فإن صنع التماثيل المعدنية يستنفذ طاقة الصناع، بينما صنع التماثيل الخشبية يرافقه لهو بما تبقى من الأخشاب، إذ تستخدم في الموقد للدفء أو لطهي الطعام في الوقت الذي فيه يهدئون ضميرهم بالعبادة للخشب المنحوت تمثالًا. أخيرًا ماذا تقدم عبادة الأوثان (أو اعتزال الله): أ- عمى البصيرة الداخلية وظلمة داخلية (إش 44: 18)، بينما المسيح هو شمس البرّ (مل 4: 2). ب- جهلًا وعدم معرفة (إش44: 19)، بينما المسيح هو بِرُّنا. ج- جوعًا فيأكل الإنسان رمادًا (إش44: 20)، بينما السيد المسيح هو الخبز السماوي. د- كذبًا وخداعًا وتضليلًا (إش44: 20)، بينما السيد المسيح هو الطريق والحق. بمعنى آخر نجد في مسيحنا الاستنارة الداخلية والمعرفة والشبع والحق وكل احتياجاتنا، أما خارجه فلا يوجد إلا الفراغ الداخلي والشعور بالعزلة وفقدان البصيرة الداخلية. * إنه يظهر (إش 12:44- 13) أن تشكيل ما تُدعى آلهة يعتمد على مصادر كثيرة. فإن الخالق (لها) يحتاج إلى حدادٍ ليُعد الأدوات وإلى مشحذ ليجعل الأدوات حادة. ومن جانبه كحرفي ماهرٍ يحتاج إلى فحم ونار لمساعدته. بجانب هذا فإن صانع هذه الأشياء يختبر شهوة الأكل والشرب. كل هذه الأمور المتلاحقة لازمة لصنع إله للأغبياء كي يتعبدوا له. الأب ثيؤدورت أسقف قورش |
|