|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* جميل هو العالم دون شك، وسامٍ في فخامة حجمه كما في نظام مكوناته، سواء تلك التي في الدائرة المائلة أو التي في الشمال أو في شكله الكروي. لكن ليس هذا بل مُبدعه هو الذي يلزم أن نعبده. فإن جاءكم رعاياكم، لا يمكنهم أن يهملوا تقديم الخضوع لكم، أنتم حكامهم وسادتهم، والذين يحصلون منك على ما يريدون، ويقدمون أنفسهم لعظمه بلاطكم. وإن حانت لهم الفرصة أن يأتوا إلى البيت الملكي فإنهم يلقون نظرة إعجاب على مبناه الجميل، لكنهم يقدمون الاحترام لكم بصفتكم "الكل في الكل". أنتم أيها الملوك تبنون قصوركم وتزينونها لأنفسكم، أما العالم فلم يُخلق لأن الله محتاج إليه. فإن الله هو كل شيء لذاته. نور لا يُقرب منه، عالم كامل، القوة والعقل. إن كان العالم آلة موسيقية تتحرك في زمنٍ مُقاس بطريقة جيدة، فإنني أعبد الكائن الذي أعطاها هذا التناغم، وعزف عليها النوتة الموسيقية، وغنى مقاطعها المتناسقة، ولا أعبد الآلة ذاتها. في المسابقات الموسيقية لا يتَّوج الحكام القيثارات متجاهلين العازفين عليها... إن كان أحد يدرك لعناصر العالم المختلفة على أنها قوى الله، فإننا لا نقترب إلى القوى لنقدم لها الخضوع، إنما نقدمه لصانعها وسيدها. إنني لا أطلب من المادة ما لا تستطيع أن تعطيه، ولا أتخطى الله وأقدم الكرامة للعناصر، التي تعجز عن صنع شيء ما غير ما قُدر لها. فبالرغم من جمال منظرها بسبب مهارة خالقها إلا أنها لا تزال تحمل طبيعة المادة... بينما أُعجب من السماوات وعناصرها، من أجل إبداعها، لكنني لست أعبدها كآلهة، عالمًا أن قانون الفناء يسيطر عليها. العلامة أثيناغوراس |
|