![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() جَرَّبْتَ قَلْبِي. تَعَهَّدْتَهُ لَيْلًا. مَحَّصْتَنِي. لاَ تَجِدُ فِيَّ ذُمُومًا. لاَ يَتَعَدَّى فَمِي. محصتنى: فحصتنى. ذمومًا: سوءا وهي من الفعل ذمَّ. إن داود الذي يسلم حياته لله ويخضع لوصاياه، يحاسب نفسه في كل ليلة، فيجد أن الله بوصاياه يفحصه وينبهه إلى آثامه، ليتوب عنها وينقيه من كل شر. إن داود لا يراجع نفسه عن أفعاله وكلماته فقط، بل أيضا عن مشاعر قلبه ونياته الداخلية، فالله يجربه في كل ليلة، أي أن الله يتعهده دائمًا بالفحص عن طريق محاسبة النفس، وهذا يبين أن داود يحيا دائمًا في التوبة والنقاوة؛ لذا فصلاته الصادرة من قلب نقى، كلها كلمات نقية. ويبدو أنه كان يقضى فترة طويلة من الليل في هذه التوبة؛ لأنه يقول تعهدته ليلا، فإن كان يقضى النهار في العمل، فالليل يقضيه في التوبة والتأمل في وصايا الله ؛ ليكون نقيا. يتكلم داود بثقة مع الله الذي ينقيه في كل ليلة، فيعلن أنه لا يوجد سوء، أو شر داخله. وهو أيضا لا يتكلم بكبرياء، بل يبين كيف أن عمل الله كامل في تنقيته. وفى المزمور السادس يؤكد توبته العميقة في كل ليلة بقوله "تعبت في تنهدى. أعوم في كل ليلة سريرى بدموعى أذوب فراشى" (مز6: 6). إن الله عندما يجرب إنسانا، فإنه يفحصه فحصًا كاملًا، فيكون في منتهى النقاوة. فداود هنا ينسب التنقية لله، عندما يقول جربت قلبى؛ لتكون النتيجة مضمونة وهي النقاوة. |
![]() |
|