رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقدم لنا الحكيم صلاته التي رفعها لله لأجل طلب الحكمة. وفي عرضه للصلاة يكشف لنا عن نظرة الله للإنسان، وحاجة الإنسان إلى الحكمة الإلهية. فقد خلق الله الإنسان ليسود على الخليقة الأرضية، ولا يستطيع أن يمارس هذا العمل كما يليق دون التمتع بالحكمة الإلهية. هنا يعترف سليمان بتكريم الله للإنسان ليكون سيدًا يسوس العالم، وفي نفس الوقت يعترف بعجزه الكامل بدون الحكمة الجالسة مع الآب في عرشه. بدون الحكمة يصير الإنسان كلا شيء. أما الأمر الثاني فهو أن لسليمان كما لكل إنسانٍ رسالة خاصة تسلمها من الله. فرسالة سليمان هي أن يبني لله هيكلًا في جبل قدسه، ومذبحًا في المدينة المقدسة، مع رعايته للشعب. فهو محتاج على وجه الخصوص إلى الحكمة السماوية لتكشف له عن خطة الله وتعلمه ما يسره. امتاز سليمان الحكيم بشعوره بالالتزام، فلم يكن دوره كملكٍ استلم المملكة وهو صبي، وقد أعد له داود الملك كل الإمكانيات لبناء هيكل الله في المدينة المقدسة نابعًا عن رغبة في نوال كرامة زمنية أو مجدٍ بشري. ما كان يشغله كرجل إيمان أن يحقق الرسالة التي عهد الله له بها بكل أمانة. لقد أدرك هذا الحكيم حاجته إلى "الحكمة الجالسة إلى العرش" لتهيئته لتحقيق الغاية التي من أجلها خلقه الله. |
|