رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإذا كان أحد يرغب في خبرة واسعة، فهي تعرف الماضي وتتكهن بالمستقبل، وتحسن صَوغَ الحِكمِ وحل الألغاز، وتَعلَمُ بالآيات والخوارق قبل حدوثها، وبتعاقبِ الأوقات والأزمنة. [8] التمتع بالسيد المسيح يرفع الإنسان إلى ما فوق الطبيعة، فيحمله إلى الماضي لا كزمن قد عبر وانتهت وإنما إلى حياة وخبرة حيث يلتمس في ماضيه نعم الله الفائقة له، فتتهلل نفسه. وينعم بالحاضر كمن في عرسٍ، في اتحاد مع العريس السماوي، أما عن المستقبل فليس بمجهولٍ بالنسبة له، لأنه يرى مسيحه يُعد له أمجادًا أبدية فائقة. بمعنى آخر، يرى في الماضي حياة متهللة بالرب وفي المستقبل سماوات مفتوحة. بمعنى آخر يضيف السيد المسيح إلى عمر الإنسان حياة فائقة، فيصير اليوم بالنسبة له كألف سنة، ويحسب كل لحظة من لحظات عمره لها تقريرها الخاص، إذ يضيف إلى حياته الزمنية الفانية حياة السيد المسيح الأبدي. بجوار هذه العطايا الفائقة يهبه حكمة الله عقلًا مقدسًا، فلا تكون في حياته الغاز غامضة، إنما تصير حياته طريقًا مستقيمًا واضحًا يعبر به إلى أحضان الآب. في محبة الحكمة الإلهي لنا لا يخفي عنا شيئًا ما دام لنفعنا وبنياننا، فندرك أسرارًا فائقة، تنبع عن سرّ حب الله لنا. في اختصار يقدم لنا حكمة الله إمكانيات جبارة لنعبر وادي الدموع ونحن في أحضانه نستعذب صليبه ونختبر قوة قيامته، وننعم بالسماويات، كأن قلبنا قد صعد معه وأبَى أن يفارقه. |
|