رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سليمان ليس إلاَّ إنسانًا 1 إِنَّمَا أَنَا إِنْسَانٌ يَمُوتُ، مُشَاكِلٌ لِسَائِرِ النَّاسِ، مِنْ جِنْسِ أَوَّلِ مَنْ جُبِلَ مِنَ الأَرْضِ، وَقَدْ صُوِّرْتُ جَسَدًا فِي جَوْفِ أُمِّي، 2 وَفِي مُدَّةِ عَشَرَةِ أَشْهُرٍ صُنِعْتُ مِنَ الدَّمِ بِزَرْعِ الرَّجُلِ، وَاللَّذَّةِ الَّتِي تُصَاحِبُ النَّوْمَ. 3 وَلَمَّا وُلِدْتُ انْتَشَيْتُ هذَا الْهَوَاءَ الشَّائِعَ، وَسَقَطْتُ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ الْمُشْتَرَكَةِ، وَأَوَّلَ مَا اسْتَهْلَلْتُ بِالْبُكَاءِ عَلَى حَدِّ الْجَمِيعِ، 4 وَرُبِّيتُ فِي الْقُمُطِ وَبِاهْتِمَامٍ كَثِيرٍ. 5 فَإِنَّهُ لَيْسَ لِمَلِكٍ بَدْءُ مَوْلِدٍ غَيْرُ هذَا؛ 6 بَلْ دُخُولُ الْجَمِيعِ إِلَى الْحَيَاةِ وَاحِدٌ، وَخُرُوجُهُمْ سَوَاءٌ. إني أنا أيضًا إنسان قابل للموت، مساوٍ لجميع الناس، مُتَّحّدِّرٌ من أولِ من جُبِلَ من الأرض، [1] من جهة حياته الزمنية يعترف الحكيم أنه ينتسب إلى آدم، الإنسان الأول، مثله مثل كل البشر، وليس من أصل آخر حتى يحابيه الله. وهو بهذا يفتح باب الرجاء للكل. ربما يتساءل البعض: هل لدى الله محاباة، فأعطى سليمان الحكمة بهذه الصورة الفائقة؟ أو كان لسليمان طبيعة بشرية تَختلف عن طبيعتنا حتى يتمتع بهذه الحكمة؟ يعلن سليمان الحكيم أن ما تمتع به من حكمة سامية ليس لامتياز في طبيعته، فإن كل البشر أيا كانت إمكانياتهم أو قدراتهم أو مركزهم أو ثقافتهم أو عمرهم أو جنسياتهم متساوون يحملون ذات الطبيعة البشرية. بنفس الروح تساءل البعض: هل كان للرسول بولس طبيعة مختلفة عن سائر البشر، حتى يبلغ هذه القامة الروحية العالية، ويحتل مركز الصدارة في خدمة الأمم، ويعمل به الروح القدس كما بطريقة فريدة؟ وما نتساءله بخصوص سليمان الحكيم والرسول بولس نتساءله بخصوص كثيرين كاختيار إبراهيم أبًا لجميع الأمم، وداود الملك ليأتي من نسله السيد المسيح مخلص العالم وغيرهم. |
|