![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إشباع الجموع (ع10 - 17): ← ذكرت هذه المعجزة أيضًا في (مت14: 13-21؛ مر6: 35-43). 10 وَلَمَّا رَجَعَ الرُّسُلُ أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا، فَأَخَذَهُمْ وَانْصَرَفَ مُنْفَرِدًا إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ لِمَدِينَةٍ تُسَمَّى بَيْتَ صَيْدَا. 11 فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ، فَقَبِلَهُمْ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ، وَالْمُحْتَاجُونَ إِلَى الشِّفَاءِ شَفَاهُمْ. 12 فَابْتَدَأَ النَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ الاثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا لَهُ: «اصْرِفِ الْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى الْقُرَى وَالضِّيَاعِ حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَامًا، لأَنَّنَا ههُنَا فِي مَوْضِعٍ خَلاَءٍ». 13 فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا: «لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ، إِلاَّ أَنْ نَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَامًا لِهذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ». 14 لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَتْكِئُوهُمْ فِرَقًا خَمْسِينَ خَمْسِينَ». 15 فَفَعَلُوا هكَذَا، وَأَتْكَأُوا الْجَمِيعَ. 16 فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ، ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ. 17 فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعًا. ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً. ع10: بعد رجوع التلاميذ من خدمتهم التي أرسلهم المسيح إليها، جاءوا إليه وأخبروه بكل ما حدث معهم، ثم انصرف المسيح بتلاميذه عن طريق البحر إلى مدينة بيت صيدا، وأتى إلى السهل المجاور للمدينة ليستريح مع تلاميذه في هذا الموضع الخلاء. ع11: سمعت جموع اليهود بوجوده، فأسرعوا إليه ورحب بهم، ولم يطلب هو ولا تلاميذه راحتهم، بل انتهزها فرصة ليشبعهم بكلامه المحيى، ويشفى من يطلبون الشفاء من أمراضهم. ونلاحظ أن المسيح قد أعد الجموع بكلامه، وطهرهم من أتعابهم وأمراضهم، قبل أن يأكلوا من الطعام الذي باركه (السمك والخبز). كما يحدث اليوم عند التناول من الأسرار المقدسة، فلابد أن نستعد بالتعاليم الروحية من خلال قداس الموعوظين وكل صلوات القداس، ونتطهر في سر التوبة والاعتراف، حينئذ نتأهل لنوال الأسرار المقدسة. ع12: من حلاوة كلام المسيح واهتمامه بشفاء كل الأمراض، طال الوقت حتى الغروب، فشعر التلاميذ بجوع الجموع وحاجتهم للراحة، لذا طلبوا من المسيح أن يصرفهم حتى يرجعوا إلى قراهم حيث يجدوا طعامًا ومكانًا للراحة، لأن السهل الذي اجتمعوا فيه كان خارج المدن والقرى. وهنا يظهر اهتمام الخدام، أي التلاميذ، بمن يخدمونهم. ع13: تجاوب المسيح باهتمام مع احتياج الجموع للطعام، وطلب من تلاميذه أن يفتشوا عن طعام لإشباع الجموع، فبحثوا ولم يجدوا إلا خمسة أرغفة وسمكتين مع غلام، وحينئذ أخبروا المسيح بأنه لا يوجد معهم طعام، وإن أراد فليذهب التلاميذ ليشتروا طعامًا للجموع من القرى المحيطة. هذا هو آخر قدرات البشر أي الضعف والعجز أمام كبر المشكلة، فقد عرفوها ولكن ليس عندهم حل، إذ لا يتوفر لهم أيضًا أموال لشراء هذا الطعام. ع14: كان عدد الجموع كبيرًا، وهو خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال، ولم يذكر عدد النساء والأطفال لأن الرجل هو رب الأسرة، فيشير إليها، أي أن الآكلين كانوا 5000 أسرة. وعدم ذكر النساء والأطفال ليس احتقارًا لهم، بل يرمز روحيًا إلى أن المرأة تشير إلى الحياة المتنعمة والطفل إلى عدم النضج، أما الرجل فيشير للحياة الجادة وتحمل المسئولية. وعدد خمسة يشير إلى أسفار موسى الخمسة أي كل اليهود، وألف يشير للأبدية والحياة السمائية، فالخمسة الآف تشير لليهود الذين يؤمنون بالمسيح ويحيون بالفكر السمائى. والخمس خبزات تشير للحواس الخمسة، كما يقول العلامة أوريجانوس، أي كمال المجهود الإنساني. والسمكتان ترمزان إلى العهد القديم والجديد، فقدموا جهد الإنسان بضعفه الشديد في العهدين للمسيح، أما هو فببركته جعله كثيرًا ومشبعًا. وكما يظهر ضعف الإنسان، تظهر قوة المسيح ولاهوته الذي بدأ في حل المشكلة، فأمر التلاميذ بتقسيم الجموع إلى مجموعات، كل مجموعة خمسين، وبهذا النظام يمكن أن يصل الطعام للكل، وتظهر عظمة البركة بإشباعهم. وعدد خمسة كما قلنا يشير للمجهود الإنساني، وعشرة عدد الكمال، فخمسين ترمز إلى كمال المجهود الإنساني وهو مجرد تقسيمهم إلى فرق، أما الشبع فيأتى من نعمة المسيح. ع15-16: أطاع التلاميذ والجمع، وهنا تظهر أهمية النظام والطاعة، ثم أخذ المسيح السمكتين والخمس خبزات، أي عطية البشر القليلة، ونظر إلى السماء ليرفع القلوب إلى الحياة السمائية ويعلن أنه الله الذي أتى من السماء ليفديهم ثم بارك الطعام وكسر واستمرت البركة حتى وزعوا على كل الجمع. ع17: أكل الكل وشبعوا وفاض عنهم، فأمر المسيح بجمع الكسر حتى يشعرهم بفيض البركة فلا نهملها أو نلقيها عنا، وكانت الكسر كثيرة حتى ملأت إثنتى عشرة قفة، بعدد التلاميذ أو عدد أسباط إسرائيل، أي البركة تكفى كل المؤمنين، وإذ يحمل كل تلميذ قفة على كتفه وهو عائد إلى المدينة يتأكد في قلبه من قوة وبركة المعجزة. |
![]() |
|