يدعونا الحكمة إلى التبكير في طلبه، فما كان يمكن لأحد من الشعب في البرية أن يتمتع بالمن النازل من السماء ما لم يبكر ويجمعه قبل شروق الشمس.
إنه سبق فبادر بالحب، جاء إلينا بنفسه. إنه في محبة يطلب من النفس البشرية قائلًا: "افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي، لأن رأسي امتلأ من الطل، وقُصصي من ندى الليل" (نش 5: 2). فإذا ما استخفت به، وفضلت النوم عليه، وفي خمول رفضت ترك سريرها لتفتح له الباب، تفقد فرصة اللقاء معه، فنقول: "فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحوَّل وعبر، نفسي خرجت عندما أدبر، طلبته فما وجدته، دعوته فما أجابني" (نش 5: 6).