رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن البابا كيرلس لم يكن واعظا ولم يكن من أرباب الكلام ، ما أقل كلماته وما أقل ما لفظ من ألفاظ تكاد أن تكون معدودة ، ولكن الذين سمعوه يتكلم هذه الكلمات القليلة ، كان كل حرف منها له معنى وله مغزى ، وكان يحمل رسالة شخصية لصاحبه ، ونحن لانستطيع أن نحصى اليوم وبعد حياته على الأرض عدد الذين انتفعوا بسيرة البابا كيرلس . وبحياته وبصلواته ، أعداد عديدة غفيرة ، كم من أُناس غيروا حياتهم وسلكوا مسالك التقوى واتجهوا إلى السماء بقلوبهم ، لا بمواعظه فلم يكن الرجل واعظا من هذا الطراز ، وإنما كان البابا كيرلس ظاهرة لجيلنا وما قبل جيلنا وسيظل البابا كيرلس ظاهرة يمتد أثرها إلى أجيال آتية، ويكفى أنه الرجل الذى فى ذاكرة الجميع ، إنه على الرغم من مرور عشر سنوات على حياته ، لكن فى هذا اليوم من كل سنة يُحتفل بذكراه ، والشعب من قاصيه ودانيه يحضر سواء هنا أو فى كنيسته فى مصر القديمة بحشود كثيرة، على الرغم من أن الرجل غير موجود بالعين ، وحتى إخوته أيضا قد رحلوا معه إلى العالم الآخر ومع ذلك لماذا هذا الشعب كله يُقبل على هذه الذكرى ويتبارك بها ولاينساها ، بل أقول ربما أن يكون عدد الذين يحضرون الآن هذه الذكرى أكثر من الذين كانوا يحضرون فى حياته عيد تتويجه . هذا كله معناه أن الرجل فعلا أصبح له أثر عميق فى نفوسنا . ويكفى البابا كيرلس فخراً أن تلاميذه الثلاثة الذين تتلمذوا عليه وأخذوا منه واحدا بعد الآخر ، دخلوا سلك الرهبنة إقتداءً بحياته ، هذه مفخرة للرجل تٌذكر له وستظل تُذكر له ، أنه قد استطاع بروحانيته العميقة أن يحفر فى قلوب الذين عرفوه آثاراً لا تمحى مع الأيام . رحمة لهذه الروح الطاهرة التى نذكرها ونترحم عليها ، ونذكرها دائما لننتفع بسيرتها العطرة وننتفع بصلواتها وبركاتها . |
|