|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كثيرا ما يسمع منه من يقابله ويسمعه رسالة فى كلمة … أو كلمة فيها رسالة لحياته كلها أو بعضها … وبعض من هؤلاء يرددون اليوم كلمة أو عبارة قالها البابا كيرلس السادس لهم منذ عشر سنوات أو عشرين سنة ، وهى على ما تبين لهم كلمة ثمينة غالية ، تحققوا صدقها، ورأوا فيها رسالة إلهية ، أو نبوءة عن المستقبل القريب أو البعيد ، أو كشفا عن واقع مستور أو محجوب … لكن الأشد غرابة .. هو أن الرجل كانت له فى حياته موهبة الانتقال بالروح عبر المسافات … فكان يظهر لبعض الناس فى بيوتهم أو أماكن وجودهم ، ويعينهم على حل مشاكلهم ، ويخلّصهم من ضيقاتهم ، ويصلى عنهم ويباركهم ، ثم تغادر روحه المكان ، ولا يبقى لوجوده فيه دليل مادى غير بخور أو رائحة زكية عطرة ، بالإضافة إلى ما يتركه من صور ذهنية فى ذاكرة الذين زارهم فرأوه رؤيا العيان.. وتزداد دهشتهم إذ يلتقون به بعد ذلك ، فيجدونه عارفا بزيارته لهم ، ويتمم فى حديثه مابدأه معهم فكان فى هذا شبيها بأليشع النبى الذى ذهب ( بالروح) وراء تلميذه جيحزى ( ورآه ) وهو يجرى وراء نعمان رئيس جيش ملك آرام ويأخذ منه فضة وثيابا (2.الملوك 5: 26) وكان شبيها بالأنبا فريج الشهير بالأنبارويس ، وبالرهبان السوّاح ، الذين ينتقلون بالروح أو بالجسد… وهو ما يعرف بالاختطاف العقلى ، والاختطاف بالجسد ، على نحو الاختطاف الذى حدث للقديس فيلبس الشماس فى غزة فانتقل بالجسد إلى أشدود (أعمال الرسل 8: 26، 39، 40) وكذلك الاختطاف الذى حدث لحبقوق فانتقل من فلسطين إلى بابل فى العراق حيث كان دانيال النبى فى جب الأسود ، ” فأخذ ملاك الرب بجمّته ، وحمله بشعر رأسه ورفعه فى بابل عند الجب باندفاع روحه ” ( دانيال 14: 32 – 35 ) . وكل هذا يتبينه الناس عمليا فى حياة البابا كيرلس السادس ، ويكتشفونه فى بساطة صادقة نادرة من غير رغبة منه فى إعلان .. وهذا يدل على إحساس عميق عنده بأن هذه القدرة موهبة من الله ، لا فضل له فيها ، وهبه الله إياها ليخدم بها الناس فى جيله ، إذ كان يعلم فى قرارة نفسه أنه إنسان بسيط فى علمه ، ولقد لازمه هذا الإحساس فى كل حياته ، ولذلك فإنه بكى كثيرا يوم أبلغوه باختياره بطريركا ، شاعرا شعورا صادقا بأنه سيحمل على كتفيه حملا ثقيلا أكبر من أن يحتمله منكباه … وقد التقطوا له صورة ، تحمل لمن يتأملها كل تلك المشاعر الدفينة فى نفسه بعدم أهليته ، وعدم إستحقاقه ، وخوفه وإرتعاده من ثقل تلك المسئولية الضخمة التى يؤمن هو أنها أعظم من أن يحملها بنجاح . |
|