رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أو كالسفينة الجارية على أمواج الماء، التي لا تجد أثر مُرورها، ولا خطَّ لقاعها في الأمواج. [10] التشبيه الثالث الذي يقدمه لنا الحكيم عن حقيقة حياة الأشرار هو الاهتمام بالتطلع إلى الخط الذي يظهر وسط الأمواج بعبور سفينة سريعة وسط البحر. فانه سرعان ما يختفي هذا الخط ولا يبقى له اثر على أمواج المياه المتحركة. مسكين الإنسان الذي عوض أن يدخل سفينة المسيح أي كنيسته لكي يتمتع بغنى عطاياه! يقف متفرجا من الخارج فلا ينعم بالخلاص الأبدي. يقول المرتل عن حياة الأشرار: "كالهباء الذي تذريه الريح عن وجه الأرض" (مز 1: 4). أما عن الصدِّيقين فيقول الرسول: "اُنظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7). فلك نوح كسفينة في الحقيقة هو خطة إلهية، فيها دبر الله خلاص الإنسان، فقد أغلق الله بنفسه باب الفلك وحفظه حتى نهاية الطوفان. هكذا أيضًا كنيسة العهد الجديد هي تدبير إلهي، فبالنعمة الإلهية نتقبل عضويتنا الكنسية، ويقوم الروح القدس بغلق أبوابنا الداخلية، فلا تتسرب مياه الشر إلى سفينة حياتنا وتفقد توازنها. إن كانت السفينة تشير إلى الكنيسة كملجأ للخلاص، فإن الأشرار لا يشغلهم أن يدخلوا الكنيسة كأعضاءٍ فيها، إنما يكتفون بالتطلع إليها من بعيد لينتقدوها. يتتبعون الخط الذي يظهر وسط الأمواج بعبور الكنيسة وسط بحر هذا العالم، فيفقدوا خلاصهم. أشار القديس أغسطينوس إلى فلك نوح كرمز للكنيسة قائلًا: [الفلك بلا شك هو رمز مدينة الله في رحلتها عبر التاريخ.] |
|