رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حديث المسيح عن يوحنا المعمدان (ع18 - 35): ← ذُكِر هذا الحديث في (مت11: 2-19). 18 فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهذَا كُلِّهِ. 19 فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلًا: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 20 فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلًا: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 21 وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. 22 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. 23 وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ». 24 فَلَمَّا مَضَى رَسُولاَ يُوحَنَّا، ابْتَدَأَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ 25 بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ فِي اللِّبَاسِ الْفَاخِرِ وَالتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ الْمُلُوكِ. 26 بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ! 27 هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ! 28 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ». 29 وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ سَمِعُوا وَالْعَشَّارُونَ بَرَّرُوا اللهَ مُعْتَمِدِينَ بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا. 30 وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ وَالنَّامُوسِيُّونَ فَرَفَضُوا مَشُورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ، غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ مِنْهُ. 31 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ: «فَبِمَنْ أُشَبِّهُ أُنَاسَ هذَا الْجِيلِ؟ وَمَاذَا يُشْبِهُونَ؟ 32 يُشْبِهُونَ أَوْلاَدًا جَالِسِينَ فِي السُّوقِ يُنَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا. نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا. 33 لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَلاَ يَشْرَبُ خَمْرًا، فَتَقُولُونَ: بِهِ شَيْطَانٌ. 34 جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. 35 وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ جَمِيعِ بَنِيهَا». ع18-20: تحدث يوحنا مع تلاميذه عن المسيح وأعماله وتعاليمه ليربطهم بمحبته، ثم سألهم هل يا ترى هل هو المسيح المنتظر، فلم يعرفوا الإجابة، فقال لهم لنرسل إثنين منكم يسألاه صراحة هل هو المسيا؟ فذهب إثنان إلى المسيح وسألاه كما أمرهما يوحنا. وقد كان يوحنا متأكدًا أنه المسيح إذ أعلن له الروح القدس عند عماده، ولكنه كان يقصد أن يعلن ذلك لتلاميذه ليتبعوا المسيح. وهذا يظهر اتضاع المعمدان وإخلاءه لذاته. ع21-22: عندما وصل التليمذان إلى المسيح، رأياه يشفى كثيرين من المرضى (أدواء = أمراض أو عيوب) ويخرج الشياطين، وسمعا من الجموع أخبار معجزاته مثل إقامة ابن أرملة نايين. فلما سألا يسوع لم يجبها بنعم أولا، لكن قدم الدليل الواضح على أنه المسيا من خلال الأعمال المعجزية التي يعملها والتي تنبأ عنها الأنبياء أن المسيا سيصنعها، وهي شفاء المرضى وإقامة الموتى وتبشير المساكين بالخلاص الذي سيقدمه المسيا. ع23: نبه المسيح التلميذين وكل السامعين، حتى لا يشكوا فيه بسبب وجوده في الجسد أو آلامه المقبلة وموته، فهو الله القادر على كل شيء بدليل معجزاته، وإن كان يحتمل باتضاع وجوده في الجسد وآلامه وموته فذلك لأجل خلاص البشرية. ع24-26: بعد انصراف تلميذى يوحنا، وتأكدهما أن هذا هو المسيا المنتظر من معجزاته الكثيرة، انتهز المسيح هذه الفرصة وبدأ يحدث الجموع عن يوحنا المعمدان، فسألهم عن شخصيته ومركزه، وتخيل مع الجموع عند خروجهم إلى البرية يجدون بعض أعواد القصب البرى تتمايل مع الرياح، وسأل هل يوحنا مجرد شخص عادي يحيا في البرية مثل قصبة ضمن أعواد القصب البرى، فينفى عن يوحنا هذا التشبيه، أي قصبة تحركها الريح، فهو ليس إنسانًا مهتزًا في أفكاره ومبادئه بل قويًا وثابتًا. ثم يتساءل المسيح عن يوحنا أيضًا عندما خرجت الجموع إلى البرية، هل يا ترى لتنظر إنسانًا مرفهًا منشغلًا بتنعمات الحياة التي يشير إليها بالثياب الناعمة؟.. وينفى المسيح بشدة هذا لأن المتنعمين يعيشون في قصور الملوك التي في المدن وليس في تقشف البرية، مظهرًا بهذا زهد المعمدان. ثم يتساءل للمرة الثالثة عن يوحنا الإنسان المتميز الذي يعيش في زهد البرية، هل هو نبي لأجل تعاليمه القوية ونسكه؟.. ويرد المسيح قائلًا أنه أعظم من الأنبياء العاديين المعروفين عند اليهود. ع27: يشير المسيح إلى نبوة ملاخي (ملا 3: 1)، التي تحدثت عن يوحنا كملاك، أي رسول يعد الطريق لبشارة المسيح وفدائه. ع28: يعلن المسيح أن المعمدان ليس فقط نبيًا عظيمًا، بل أعظم رجال العهد القديم. ثم يضيف حقيقة جديدة وهو سمو نعمة العهد الجديد عن حياة الناموس في العهد القديم، إذ ينال المسيحيون في الكنيسة الأسرار المقدسة ويعمل الروح القدس أيضًا في وسائط النعمة بشكل أكبر تمنى أبناء العهد القديم أن يروا ويعاينوا هذه الأمجاد، فأصغر مؤمن في الكنيسة يملك الله على قلبه ويمتعه بنعمته أعظم مما ناله أبناء العهد القديم بما فيهم يوحنا المعمدان. وهناك رأي آخر، أن المقصود بالأصغر هو المسيح، الذي هو أصغر من يوحنا بستة أشهر، فهو أعظم من يوحنا وكل البشر. ع29: ثم يتحدث المسيح عن شعبيه المعمدان، ويشير إليها بجميع الشعب أي عموم الناس، وحتى أكثر الخطاة مثل العشارين، أعلنوا توبتهم ممجدين الله البار القدوس واحتياجهم لمعمودية التوبة التي نالوها من يد يوحنا. ع30: للأسف، لم يشذ عن إجماع الشعب إلا قادة الفكر الدينى اليهودي، وهم الفريسيون والناموسيون المتمسكون بالشريعة حرفيًا، فتكبروا وتباهوا بمعلوماتهم وتنفيذهم الحرفي للناموس فرفضوا التوبة ومعمودية يوحنا أي صوت الله ومشورته التي أرسلها إليهم على فم المعمدان. ع31-32: رفض الفريسيون التوبة ومعمودية يوحنا وكذلك تعاليم المسيح، فقدم يسوع لهم مثلًا توضيحيًا ليبين لهم شناعة رفضهم والجهل الذي يسقطون فيه. فكأنما أولادًا يلعبون في سوق البلدة قسموا أنفسهم فرقتين، إحداهما تغنى لعل الأخرى تفرح وترقص ولكنها لم تتأثر، ثم حاولت نفس الفرقة أن تنوح حتى تبكى الفرقة الأخرى فلم تتأثر أيضًا، أي رفضت التجاوب مع الفرح أو الحزن. والمقصود هنا بالأغانى، التعاليم الروحية المفرحة، أي بشارة العهد الجديد التي قدمها المسيح لترقص عليها القلوب فرحًا برقص روحي وليس جسدانى، أما النوح فهو تعاليم المعمدان الصارمة التي تدعو الناس للتوبة والبكاء على خطاياهم. ع33: رفض اليهود تعاليم يوحنا المعمدان واعتبروه شريرًا به شيطان، من أجل نسكه الشديد مع أنه عاش حياة التقشف ليعلن بطلان العالم وأهمية التوبة والحياة مع الله. ع34: على العكس، عاش المسيح في المدينة يأكل ويشرب مثل باقي المحيطين به، ويحيا بالبر في حياة عادية كالبشر العاديين ليسهل لهم إمكانية الحياة الروحية، ويختلط بالكل حتى الخطاة والعشارين فرفض الفريسيون تعاليمه أيضًا بسبب عدم نسكه بل تطاولوا عليه، ووصفوه بأنه محب للطعام والشراب ويحب الإختلاط بالخطاة لأنه خاطئ. ع35: أما الحكمة الحقيقية، أي أقنوم الكلمة المتجسد، فلم يتمجد ويتبرر إلا من التائبين بمعمودية يوحنا والمؤمنين بالمسيح، فبنى الحكمة هم أولاد الله المؤمنين به. |
|