رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَلَمْ يَعْلَمْ كُلُّ فَاعِلِي الإِثْمِ، الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ الْخُبْزَ، وَالرَّبَّ لَمْ يَدْعُوا. سؤال داود ليس استفهاميًا بل استنكاريًا لما يفعله الملحدون من شر، بل هو يوبخهم ويهددهم بالقضاء الإلهي عليهم؛ لأجل شرورهم في الإساءة للأبرار ويجيب عليهم بحزم في الآية التالية (ع5). إنكار الأشرار وجود الله يجعلهم يسيئون لشعب الله الأبرار، فيفترسونهم ويهلكونهم بكل قسوة؛ لأن الأشرار أنكروا الله وعقابه. يتمادى الأشرار الملحدون في قسوتهم، فيهلكون الأبرار بكثرة وسهولة كأنهم يأكلون الخبز، ولا يشعرون بوخز في ضمائرهم؛ لأنهم أنكروا وجود الله ولم يعودوا يدعونه، أو يصلون له. يفهم من هذه الآية أن ضعف الصلوات تجعل القلب قاسيًا ومعرضًا للإساءة إلى الآخرين، وعلى العكس من يكثر الصلاة، ينتعش ضميره، فيكون رقيقًا ولا يجرح مشاعر أي إنسان. إذ لم يدعوا الأشرار الله يتكبرون ويتصرفون بأفكارهم الخاصة وهي شريرة، فيهلكون كل من لا يريحهم، أو يغتصبون حقوقه، لأنهم أصبحوا بلا فهم ولا إرشاد من الله. هؤلاء الأشرار المتمادون في شرهم، هم مثل الأنبياء الكذبة، أو الهراطقة، الذين يضلون شعب الله، فيهلكونه ولا يصلون ويدعون الله حتى يرشدهم ويرجعهم عن ضلالهم |
|