رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كرامة الإنسان بقداسته لا بعمره 7 أَمَّا الصِّدِّيقُ؛ فَإِنَّهُ وَإِنْ تَعَجَّلَهُ الْمَوْتُ، يَسْتَقِرُّ فِي الرَّاحَةِ. 8 لأَنَّ الشَّيْخُوخَةَ الْمُكَرَّمَةَ لَيْسَتْ هِيَ الْقَدِيمَةَ الأَيَّامِ، وَلاَ هِيَ تُقَدَّرُ بِعَدَدِ السِّنِينَ. 9 وَلكِنَّ شَيْبَ الإِنْسَانِ هُوَ الْفِطْنَةُ، وَسِنَّ الشَّيْخُوخَةِ هِيَ الْحَيَاةُ الْمُنَزَّهَةُ عَنِ الْعَيْبِ. 10 إِنَّهُ كَانَ مُرْضِيًا للهِ فَأَحَبَّهُ، وَكَانَ يَعِيشُ بَيْنَ الْخَطَأَةِ فَنَقَلَهُ. 11 خَطِفَهُ لِكَيْ لاَ يُغَيِّرَ الشَّرُّ عَقْلَهُ، وَلاَ يُطْغِي الْغِشُّ نَفْسَهُ. 12 لأَنَّ سِحْرَ الأَبَاطِيلِ يُغَشِّي الْخَيْرَ، وَدُوَارَ الشَّهْوَةِ يُطِيشُ الْعَقْلَ السَّلِيمَ. 13 قَدْ بُلِّغَ الْكَمَالَ فِي أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ؛ فَكَانَ مُسْتَوْفِيًا سِنِينَ كَثِيرَةً. 14 وَإِذْ كَانَتْ نَفْسُهُ مُرْضِيَةً لِلرَّبِّ؛ فَقَدْ أُخْرِجَ سَرِيعًا مِنْ بَيْنِ الشُّرُورِ. أَمَّا الشُّعُوبُ فَأَبْصَرُوا وَلَمْ يَفْقَهُوا وَلَمْ يَجْعَلُوا هذَا فِي قُلُوبِهِمْ: 15 أَنَّ نِعْمَتَهُ وَرَحْمَتَهُ لِمُخْتَارِيهِ، وَافْتِقَادَهُ لِقِدِّيسِيهِ. 16 لكِنَّ الصِّدِّيقَ الَّذِي قَدْ مَاتَ يَحْكُمُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْبَاقِينَ بَعْدَهُ، وَالشَّبِيبَةَ السَّرِيعَةَ الْكَمَالِ تَحْكُمُ عَلَى شَيْخُوخَةِ الأَثِيمِ الْكثِيرَةِ السِّنِينِ. 17 فَإِنَّهُمْ يُبْصِرُونَ مَوْتَ الْحَكِيمِ، وَلاَ يَفْقَهُونَ مَاذَا أَرَادَ الرَّبُّ بِهِ، وَلِمَاذَا نَقَلَهُ إِلَى عِصْمَتِهِ. 18 يُبْصِرُونَ وَيَزْدَرُونَ، وَالرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. 19 سَيَسْقُطُونَ مِنْ بَعْدُ سُقُوطًا مُهِينًا، وَيَكُونُونَ عَارًا بَيْنَ الأَمْوَاتِ مَدَى الدُّهُورِ. فَإِنَّهُ يُحَطِّمُهُمْ وَهُمْ مُبْلِسُونَ مُطْرِقُونَ، وَيَقْتَلِعُهُمْ مِنَ الأُسُسِ، وَيُتِمُّ خَرَابَهُمْ؛ فَيَكُونُونَ فِي الْعَذَابِ وَذِكْرُهُمْ يَهْلِكُ. 20 يَتَقَدَّمُونَ فَزِعِينَ مِنْ تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ، وَآثَامُهُمْ تَحُجُّهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ. يُلاحظ أن بعض الأبرار يموتون في سنٍ مبكرٍ. هنا يعطينا الله طمأنينة أنهم يتركون عالم التعب، أو وادي الدموع، ليعبروا إلى الراحة الأبدية حيث يستقرون في حضن الآب. بهذا فإن الشيخوخة المكرَّمة ليست في كثرة السنوات، بل في ممارسة البرّ والتمتع بالحياة مع الله. فبعض الشباب من جهة السن لهم حكمة الشيوخ ووقارهم التي اكتسبوها من الله، كما أن بعض الشيوخ مع طول أعمارهم يسلكون في غباوة. من يحب الله يتمتع بالحكمة الإلهية وينال السعادة الحقيقية، حتى في موته ينال سعادة أفضل، لا يُعبر عنها. من يتكل على الله يهبه تحقيق حياة كاملة تفوق عمره، ويتأهل لأمجاد سماوية، بمعنى آخر يحقق في سنوات قليلة أكثر مما يحققه غيره في سنوات طويلة، ويُقال عنهم بحقٍ "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أف 5: 16). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قلب المفروض ورجع كرامة الإنسان |
إذ كان الإنسان في كرامة قد صار كالبهائم |
أمُّ كرامة الإنسان |
كرامة الإنسان البشري |
كرامة الإنسان |