|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإن أخرجت فروعًا إلى حين، فإنها لعدم رسوخها، تزعزعها الريح، وتقتلعها قوة الزوبعة. [4] يفرح الأشرار إذ يرون أبناءهم وكأنهم فروع ثابتة في الشجرة، ولكن ما دام الأصل نفسه غير ثابتٍ، ماذا نتوقع للفروع سوى أن تقتلها الزوابع، لذلك يقول: "إلى حين". يشبَّه الحكيم الأشرار بالجذور التي بلا عمق في الأرض، فلا تجد غذاءً روحيًا ينعشها، لذا غالبًا ما يتشرب الأبناء أو الفروع الشر عن والديهم، فيصيروا كفروعٍ تزعزعها الرياح، وتقتلعها العواصف قبل أوان الثمر. إن أثمرت فهي لا تأتي بثمر صالح للأكل. هكذا يحذر الحكيم الأشرار ليس فقط من الاعتماد على كثرة المال والسلطة بل وحتى على كثرة الأبناء، فإن هذه جميعها بلا نفع ما داموا ليسوا في شركة مع الله. "الابن الجاهل غم لأبيه، ومرارة للتي ولدته" (أم 17: 25). "الابن الجاهل مصيبة على أبيه" (أم 19: 13). "أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي" (خر 20: 5). "حافظ الإحسان إلى ألوف، غافر الإثم والمعصية والخطية، ولكنه لن يبرئ إبراء مفتقد إثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع" (خر 34: 7). "الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة، لكنه لا يبرئ، بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع" (عد 14: 18). "لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك، إله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني" (تث 5: 9). أقوال الرب هنا لا تعني أن الله ينتقم لنفسه في الأبناء عما فعله آباؤهم. لكنه يريد أن يؤكد طول أناته، فإنه يترك الأشرار للتوبة سنة فأخرى، وجيلًا فآخر، وإذ يصمم الإنسان على عمل الشر يؤدب في الجيل الثالث أو الرابع، ليس من أجل خطايا آبائهم، لكن من أجل إصرار الأبناء على السلوك الشرير بمنهج آبائهم. |
|