رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موت المسيح (ع 45-50): 45 وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 46 وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ 47 فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». 48 وَلِلْوَقْتِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلأَهَا خَلًا وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. 49 وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَقَالُوا: «اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ!». 50 فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. ع45: أعلنت الطبيعة حدادها واستنكارها لما يصنعه البشر مع إلههم المصلوب، بأن صارت ظلمة على كل الأرض في منتصف النهار والشمس في قوتها من السادسة إلى التاسعة بحسب التوقيت اليهودي، وهي من الثانية عشرة حتى الثالثة ظهرا. وهذه الظلمة ترمز لظلمة الخطية التي عاش فيها العالم، وقد صُلب المسيح ليرفعها عنا، وكذا إعلانا لحزن الطبيعة من أجل صلب وموت خالقها، وتنبيها للأشرار حتى يتوبوا كما تاب وآمن اللص اليمين. ع46: "نحو الساعة التاسعة":أي قرب نهاية الساعة السادسة. "إيلى": كلمة عبرانية معناها: إلهي، وبالسريانية: أَلُوِى أو إِلُوِى، كما ذكر مرقس البشير (مر 15: 34). "إلهي... إلهي، لماذا تركتنى؟":تعبير يهودي معروف ومحفوظ، إذ أنه الآية الأولى من (المزمور 22) الذي يشير إلى نبوات واضحة عن آلام وصلب المسيح، ففيه تنبأ داود عن: (1) احتقار واستهزاء الشعب (ع 6-8). (2) عطشه قبل موته (ع 15). (3) ثقب يديه ورجليه (ع 16). (4) اقتسام ثيابه وإلقاء قرعة عليها (ع 18). لهذا استخدمه المسيح، كأنه يقول لليهود ارجعوا إلى ما كتب داود عنى، لتعلموا ماذا تصنعون أنتم بى. ولا يُقصد طبعا أن الله تركه، لأنه هو الإله المتأنس، والابن والآب جوهر واحد. ومناداة المسيح تعلن شدة الآلام التي يعانيها، سواء الآلام الجسدية أو الآلام الروحية، لأنه يحمل خطايا العالم كله، وهو الله القدّوس الذي يتنافر مع الخطية، فيُظهر شناعتها. ع47-49: كان اليهود الواقفون وسامعين له، يظنون إنه ينادى إيليا، لأن لفظة إيلى تشبه إيليا، كما أنهم يعتقدون أن إيليا سيأتي مرة ثانية. فاستهزأوا به قائلين: اُنظروا، هل يأتي إيليا يخلصه؟ وهذا استفهام استنكارى، أي لن يأتي إيليا. وأعلن المسيح عطشه وقال: أنا عطشان (يو 19: 28) ليؤكد ناسوته، فالمصلوب يشعر بالعطش الشديد، فتقدم واحد وقدم له خلا ليشرب منه، ووضعه في إسفنجة ووضعها على قصبة من نبات الزوفا كما يذكر يوحنا البشير (يو 19: 29). والزوفا نبات كانت غصونه تستعمل لرش المياه المقدسة حسب الطقوس اليهودية. ع50: بهذا أكمل المسيح كل الآلام عنا فصرخ بصوت عظيم تعبيرا عن شدة الألم، ومات على الصليب، وانطلقت روحه منفصلة عن جسده، وبهذا تم الفداء؛ ولكن ظل لاهوته متحدا بجسده وأيضا بروحه. |
|