تعجب داود من اهتمام الله بالإنسان في خلقته على صورته ومثاله، وكذلك عنايته به في تدبير كل احتياجاته. بالإضافة إلى أنه جعله رأسًا للخليقة كلها، فقد خلقها الله لأجله؛ لتخدمه وتحرسه وتساعده على الوصول إلى الخلاص.
رأى داود اهتمام الله الروحي بالإنسان في تدبير الخلاص له بعد سقوطه، فعلمه فكرة الذبيحة. وتمجد في رجال أتقياء؛ ليكونوا مثالًا للبشرية، مثل أخنوخ ونوح وأيوب وإبراهيم ... ثم أرسل له أنبياء وأعطاه وصايا وشريعة مكتوبة؛ ليدعوه للتوبة ويظهر له حاجته للخلاص.
رأى داود بروح النبوة تجسد المسيح ابن الإنسان، أى تنازله بأخذ جسد إنسان لافتقاد البشرية، ثم حياته بين البشر؛ ليكون مثالًا لهم، وفداءه وقيامته وصعوده إلى السماء؛ ليعد مكانًا للإنسان ويصعده معه. فهو اهتمام وافتقاد يفوق العقل.