رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْجُنُودِ. [7] يرى سليمان الحكيم في الكاهن أنه يلزم أن يكون حكيمًا فتفيض شفتاه بكلمات المعرفة والحكمة، يجتذب بها الكثيرين إلى طريق الحق، إذ يقول: "في شفتي العاقل توجد حكمة... شفتا الصديق تهديان كثيرين" (أم 10: 13-21). ليس ما يشغل قلب الكاهن سوى الشريعة، أو الوصية الإلهية، وشفتاه لا تنطقان إلا بما يتناغم مع الشريعة: "من فمه يطلبون الشريعة" كل ما ينطق به ينسب إلى موكله الذي أرسله، "لأنه رسول رب الجنود" [7]. يليق بالكاهن أن يدرك مركزه كرسول رب الجنود، له رؤية سماوية إلهية صادقة. وكما قال الرب لإشعياء النبي: "اذهب، أقم الحارس ليُخبر بما يرى" (إش 21: 6). يليق بالكاهن أن يصرخ إلى الله قائلًا: "أيها السيد أنا قائم على المرصد دائمًا في النهار، وأنا واقف على المحرس كل الليالي" (إش 21: 8). هكذا يقف الكاهن ليلًا ونهارًا، لا يعرف الراحة لجسده، يتطلع دومًا على شعبه كما بعيني الرب في وسط أفراحهم كما بالنهار وكل الليالي وسط ضيقاتهم. يهتم بهم، وشمس البٌر مُشرق عليهم، كما يهتم بخلاصهم حين تحل بهم ظلمة الليل بسبب انحرافهم عن شمس البّر. هذا ويليق بالمؤمن من جانبه وهو يطلب مشورة رب الجنود أن يلجأ إلى الصلاة والطلبة، مع سؤال "رسول رب الجنود"، ولا يكف عن طلب المعرفة والمشيئة الإلهية. |
|