"هأنذا أقطع أذرعكم، وأذري الروث على وجوهكم، روث أعيادكم، ويذهب بكم معه". فعوض الكرامة والمجد والبركة، التي يتمتع بها الكهنة كخدام الله العاملين لبنيان شعبه، يصيرون مبتوري الأذرع، يُلقى الروث على وجوههم، ويفقدون بهجة الأعياد.
لعله يقصد بالفرث أو الروث هنا هو ما في أحشاء الذبائح عند غسلها، فإنهم إذ يقدمون ذبائح معيبة وبقلوب فاسدة، بدلًا من نوالهم أجزاء من الذبيحة ليأكلوها ككهنة الله، يلقي الله بروثها على وجوههم علامة الخزي الذي يحل عليهم، وجعلهم محتقرين عند الشعب ودنيئين. هذا هو نصيب الخادم الذي لا يطلب مجد الله بل مجده الشخصي ونفعه المادي الخاص. إذ يصيرون أشبه بمزبلة لا يستحقون إلا إلقاء الروث عليهم.