رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v الذي يغرق في صراعات بلا عددٍ من أجل الفضيلة، ويبلغ إليها، ويُحقِّق متاعب أكثر، فيحيا إلى النهاية مثل لعازر الذي تعب في أحزانٍ كثيرةٍ (لو 16)، ومثل أيوب الذي انهمك في صراعات ضد العدو. إنه يقول: "الذين ينهمكون في تعبٍ يستريحون (راجع أي 3: 17). لذلك دعا الرب المُتعَبين والثقيلي الأحمال إلى الراحة (مت 11: 28). الآن كيف يُقَال عن الذين يتعبون في الأعمال الصالحة ثقيلي الأحمال؟ لأن: "الذاهبين ذهابًا بالبكاء، حاملين بِذَور الزرع، مجيئًا يجيئون بالترنُّم حاملين حزمهم" (مز 126: 6) مملوءة بالثمار، التي رجعت إليهم من غرسهم البذور. لذلك يُقَال إنهم ثقيلو الأحمال، هؤلاء الذين غرسوا بوفرة وحصدوا بوفرة (2 كو 9: 6)، وبفرحٍ أبديٍ يلقون على أكتافهم حزم الثمار الروحية. إذن، الذي يخلص بواسطة الله، الذي يُقَدِّم له فداء، يتعب في هذه الحياة، وبعد هذا يعيش إلى النهاية. إنه لا يرى فسادًا، عندما يرى الحكماء يموتون. الذي يختار الطريق الضيق والكرب عوض الواسع والرحب، ففي وقت افتقاد الله، عندما يُلقَى هؤلاء الذين لم يؤمنوا بكلمات الله، بل يسيرون وراء شهوات قلوبهم الباطلة في عقوبة أبدية، أقول إنه لا يرى الدمار الأبدي، البؤس الدائم. لكنه يقول بالحقيقة إن الحكماء قد تدرَّبوا على الخبث. ويقول إرميا بخصوصهم: "هم حكماء في عمل الشر، ولعمل الصالح ما يفهمون" (إر 4: 22). كما قيل أيضًا: "بينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء" (رو 1: 22). "لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله" (1 كو 3: 19). ولأن هذه الحكمة تجعل الناس جهلاء. يقول الله إنه سيُحَطِّم حكمة الحكماء، ويبطل فهم الفهماء. لذلك فإن هذه المعتقدات الباطلة والتي تُدعَى معرفة تجلب موتًا للذين يقبلونها. لكن هذا الموت لا يراه الذين خلصوا بواسطته، هذا الذي يُسر أن يُخَلِّص الذين يثقون في جهالة إعلانه. القديس باسيليوس الكبير |
|