رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إن السيِّد الرب لا يصنع أمرًا إلاَّ وهو يُعلن سرُّه لعبيده الأنبياء. الأسد قد زمجر فمن لا يخاف؟! السيِّد الرب قد تكلَّم فمن لا يتنبَّأ؟! [7-8.] إن كان هذا الحديث قد كشف أن المحاكمة التي تتم ليست أمرًا وهميًا، بل هي أمر جاد وخطير، حقيقة واقعة تتحقَّق ليس بدون أسباب، وإنما قد فاض الكيل من جهة ما ارتكبه الشعب ضد القدُّوس، وفي حق نفسه، فإن هذه الأمثلة كشفت عن جوانب هامة وخطيرة تمس علاقة الله بشعبه التي بسببها تتم المحاكمة، أهمها: الحاجة إلى عهد جديد، إذ يفتتح حديثه بالقول: "هل يسير اثنان معًا أن لم يتواعدا (أو يكون بينهما موعد واتفاق)؟!، حتمًا لا! كيف إذن يسير الله والإنسان معًا، وقد كسر شعب الله العهد ونقض الاتفاق؟! يقول الرب: "وإن لم تتأدّبوا منيّ بذلك، بل سلكتم معي بالخلاف، فإني أنا أسلك معكم بالخلاف وأضربكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم" (لا 26: 23-24). إذا نقض الشعب العهد فكيف يسير الله معه؟! لهذا صارت الضرورة ملحَّة إلى إقامة عهد جديد فيه يتصالح الله مع شعبه. هذا ما أعلنه الرب بإرميا النبي: "ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا، ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر، حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب، بل هذا هو العهد... اجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون ليّ شعبًا" (إر 31: 31-33). وقد تحقَّق ذلك في خميس العهد، حيث قدَّم لنا السيِّد المسيح جسده المبذول عهدًا جديدًا، فيه نلتقي مع الآب باتِّحادنا معه في ابنه يسوع المصلوب. ننعم بالجسد المكسور عنَّا والدم المبذول لأجل خلاصنا كعهد جديد، فيه تثبت بنوّتنا للآب، وأبوَّته لنا باتِّحادنا في جسد ابنه وحيد الجنس! حقًا في المسيح يسوع الذبيح نلتقي مع الآب ونسير معًا، إذ قد تواعدنا معًا بفكر ابنه وعهده الأبدي. |
|