رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثل زَوان الحقل (ع 24-30): 24 قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قِائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ. 25 وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26 فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. 27 فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟ 28 فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29 فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30 دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلًا الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني». ع24: "ملكوت السماوات": أي مُلك المسيح الآتي من السماء، ليملك على قلوب أولاده. الإنسان: هو الله، الذي خلق جميع البشر على صورته ومثاله، ليحيوا معه إلى الأبد في ملكوته، ويثمروا أعمالا صالحة. ع25: "نيام": نوم المسئولين عن الزراعة، أي الكهنة والخدام، ومعناها عدم السهر الروحي والعناية بالشعب. العدو: هو الشيطان، وهو ليس عدوا للكرامين أو الحنطة، بل لله وكل أولاده. استغل فرصة نوم الكرامين المسئولين عن الحقل، وبذر بذور الزوان، وهي تشير إلى الهرطقات التي يدسها أصحاب البدع في قلوب بعض الناس، فيبعدوهم عن الله. أو ترمز إلى خطايا وشهوات تنجس الناس، فيصيروا أشرارا لا يعطون الثمار الصالحة التي كان الله ينتظرها منهم. "زَوانا": بذور مشابهة لبذور الحنطة، ولكنها حشائش تضر النبات الأصلي، أي القمح. "الحنطة": القمح. "مضى": في الخفاء، وكأنه لم يفعل شيئا، مع أنه سبب الشر الموجود في العالم. ع26: عندما نمت البذور، ظهرت نباتات الزوان، أي الحشائش الغريبة، مختلفة عن الحنطة... فمن ثمارهم تعرفونهم؛ فالقمح أعطى سنابل، أما الزوان ففى بدايته متشابه كنبات صغير مع القمح، ولكن لما كبر، لم تظهر عليه سنابل القمح المعروفة... فأولاد الله أعمالهم صالحة، والأشرار أعمالهم شريرة. ع27-28: "عبيد رب البيت": هم الخدام الروحيون، سواء الأساقفة أو الكهنة أو كل من يخدم في الكنيسة، وقد لاحظوا أن هناك أشرار في العالم بعيدين عن الله، لاختلاف ثمارهم عن سنابل القمح المحبوبة، واندهشوا جدًا لهذا التغيّر، فقد كانوا يتوقعون ثمارا صالحة من كل النباتات، لأن كل زراعة الله جيدة. وعندما استفسروا عن سبب وجود الزوان، أعلمهم رب البيت أن العدو، أي الشيطان، فعل هذا، ووضع بذورا في الحقل، أي وضع شرا في قلوب بعض البشر، فابتعدوا عن الله ولم يعطوا ثمارًا صالحة. فسألوه: هل ينزعوا نباتات الزوان من بين الحنطة، أي يحكموا بالهلاك على الأشرار الذين في العالم؟ ع29: رفض الله نزع الزوان، لئلا يضروا بنبات القمح الأصلى، بالإضافة إلى أن إهلاك الأشرار يُفقدهم الفرصة الكافية للتوبة، وقد يخيف أو يزعج أولاد الله، لأنهم يرون في إلههم الحب والحنان. فإن أهلك الأشرار كلهم، يرتعبون ويعجزون عن التوبة والجهاد بسبب الخوف الشديد. فبطرس الناكر تاب وصار كارزا، ومتى العشار صار تلميذا، وبولس -شاول- عدو المسيحية اللدود، صار خادما لها، فشرّفته بلقب "الرسول". لذا لم ينزع الله الزوان، لعله بالتوبة يتحول إلى حنطة. إذن الأشرار نوعان: نوع مُصِرٌّ على شره وهذا سيهلك، والنوع الآخر سيتوب ويخلُص. فلا ننزع الزوان لئلا ننزع الحنطة معه، أي أولاد الله الذين سقطوا في الخطية وصار شكلهم كالزوان، ولكنهم سيتوبون ويعودوا يعطون ثمارًا صالحة، أي يصيروا حنطة جيدة. ع30: أمر الله أن تأخذ كل النباتات فرصة كاملة للنمو، لِيُمْتَحَنَ الأبرار برفضهم شرور الأشرار المحيطين بهم، ولعل الأشرار يستنيرون بنور الأبرار ويتوبوا ويرجعوا إلى الله. ولكن، إن أصر الأشرار على شرهم، فبعد الموت يلاقون مصيرا فظيعا، وهو العذاب الأبدي الذي يُلقون فيه كحزم (جماعات). فكما اجتمعوا في الشهوات الرديئة في العالم، يستمرون معا في العذاب الأبدي. أما الأبرار فيُجمعون إلى مخزن الله، أي ملكوته، لينعم كل واحد بعشرة الله، كل حسب تعبه وثماره. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تفسير مثل زَوان الحقل (ع 36-43) |
«الحقل هو العالم» ( مت 13: 38 ) |
مثل زؤان الحقل |
مثل زؤان الحقل |
الحقل هو العالم |