رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عند الظهر تُجَفِّف الأرض، فمن يقدر أن يحتمل حرّها الحارق؟ [3] الإنسان الذي يُشعِل الأتون يعمل في حرارة حارقة، والشمس تحرق الجبال بقدر ثلاثة أضعاف، تبعث أبخرة مُحرِقة، وتُرسِل أشعتها فتُعتم العيون [4]. عظيم هو الربّ الذي صنعها، وبأمره تُسرِع في مسارها [5]. يرى القديس كيرلس الأورشليميأن الشمس في غروبها تُمَجِّد الله، حيث يستريح الإنسان من تعب النهار، إذ يقول: [لا تسمح لأحد أن يقول إن خالق النور غير خالق الظلمة، بل تذكَّر ما جاء في إشعياء! أنا الله "مصور النور وخالق الظلمة" (إش 45: 7). لماذا تتكدَّر من هذا يا إنسان؟ لماذا تستاء من الفرصة المعطاة لك للراحة؟! هل الخادم يسمح له سيده بالراحة لو لم تحتم الظلمة عليه بضرورة الراحة؟! فبعد إرهاق النهار ننتعش ليلًا، فنقوم في الصباح، وقد تجدَّدت قوانا بعد أثقال أتعاب النهار وذلك بفضل راحة الليل. أي شيء أنفع للإنسان من الليل لبلوغ الحكمة؟! ففيه غالبًا ما نتأمل أعمال الله، وفيه نقرأ الأقوال الإلهية ونتفهَّمها، وفيه نضبط أذهاننا بالأكثر لنترنَّم بالأبصلمودية Psalmody والصلاة! أما يحدث هذا بالليل؟!] |
|