رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
4 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ، وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. 5 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ». إن كانت كلمة "يهوذا" تعني "الاعتراف"، فإن من كان يلزمهم أن يُعلنوا إيمانهم ويعترفون به خلال طاعتهم للوصيِّة الإلهيِّة، هم أنفسهم "رفضوا ناموس الله، ولم يحفظوا فرائضه، وأضلَّتهم أكاذيبهم التي سار آباؤهم وراءها" [4]. عِوض الاعتراف بالحق قبلوا الباطل وساروا وراء الأضاليل والأكاذيب! ممَّا يؤلم النفس أن النار ترتد لتحرق قصور أورشليم، فإن كانت أورشليم تعني "رؤية الله"، فإن الانحراف عن وصيَّة الله والجري وراء الأضاليل يفسد البصيرة الداخليَّة فلا تعاين الله. لهذا يقول الرب: "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). وكما يقول القديس أغسطينوس: [لنُنقِّ قلوبنا بالإيمان لكي نتهيَّأ لذاك الذي لا يوصف، أي للرؤيا غير المنظورة]. كما يقول: [إن كل ما تقدِّمه الكتب المقدَّسة الإلهيَّة لا يهدف إلاَّ إلى تنقية النظر الباطني، ممَّا يمنعه عن رؤية الله. وكما أن العين خُلقت لكي ترى هذا النور الزمني حتى إذا دخلها جسم غريب عكَّر صفوها وفصلها عن رؤية ذلك النور، كذلك هي عين قلبك فإنها إن تعكَّرت وجُرحت، مالت عن نور البرّ، وما تجاسرت أو تمكَّنت من النظر إليه... وما الذي يعكِّر صفاء عين قلبك؟ الشهوة والبخل والإثم واللذَّة العالميَّة، هذا كله يُعكِّر عين القلب ويغلقها ويعميها]. |
|