رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم، يرتاح تابوت عهد الله الحي، تلك التي حملت خالقها في حشاها، فيستقر في هيكل الرب غير المصنوع بالأيدي اليوم، تلك الحمامة المقدسة -النفس الطاهرة النقية التي كرسها الروح الإلهي- بعد أن طارت من الفُلك، اي جسدها، الذي استقبل الله ينبوع الحياة، وجدت “مكانا تضع عليه رجلها” (تكوين 8: 9)0 لقد ذهبت الى العالم المعقول واستقرت على الارض الطاهرة في الملكوت السماوي. اليوم، العذراء البريئة من الدنس، التي لم تخامرها عاطفة ارضية، بل تغذت بالافكار السماوية، لم تعد الى التراب، بما انها بالحقيقة سماءٌ حية، لان الذي لا مقر له، قد جعل نفسه فيها طفلا صغيرًا، وجعل منها مقر أُلوهيته. اليوم كنز الحياة، لجة النعمة، تدخل في ظلال موت يحمل الحياة. تتقدم منه بدون خوف، تلك التي ولدت مُبيده، هذا، اذا جاز أن نسمي موتًا رحيلها المفعم قداسة وحياة. كيف تقع في سلطان الموت، من كانت للجميع ينبوعًا للحياة الحقيقية؟ غير انها تخضع للشريعة التي وضعها ابنها0 وكابنة لآدم القديم، تفي الدين الوالدي، لان ولدها عينه، الذي هو الحياة في ذاته، لم يرفض ذلك0 ولكن بصفتها والدة الله الحي، فمن العدل أن تُنقل اليه0 فكيف لا تعيش مدى الدهر تلك التي قبلتِ الحياة عينها بدون بداية ولا نهاية؟. |
|