v يوجد قاضي واحد يشرف على الداخل، أي قدرة التمييز التي للعقل، ولكن خلال طرق لائقة تحفظ الحواس الخمس متمايزة. يصنع الله عجائب، فلا تقدر العين أن تسمع، ولا الأذن أن ترى، ولا الفم أن يشم، ولا الأنف أن تتذوَّق، ولا الأيدي أن تَشِمّ. بينما كل هذه تعمل خلال قوى العقل الواحدة، غير أنه لا تستطيع حاسة ما أن تمارس غير ما قد عيَّنه الخالق لها. وهكذا خلال هذه التدابير الجسمية الخارجية، يترك لنا أن نجمعها في الداخل بطريقة روحية...
بينما توجد حكمة واحدة تسكن في إنسانٍ أقل مما في آخر... إلا أنها في ذاتها لا تحمل اختلافات فيما بينها، لكن بواسطتها نمارس عمليات متباينة مختلفة، فواحد ينال عطية حكمة، وآخر عطية معرفة، وآخر ألسنة، وآخر موهبة شفاء...
يدين الطوباوي أيوب عدم خبرة أصحابه، ووقاحة كل من ينتفخ مدعيًا أنه قد تعلَّم في الحكمة. فإن معرفة شيءٍ ما عن الله أمر، وتذوق ما تعرفه بفهمٍ أمر آخر.