فإن هذه التقدمات كلها تُقَدَّم من أجل الوصية [4].
كثيرًا ما تكرَّرت الوصية: "لا يظهروا أمامي فارغين" (خر 34: 20)، إذ كان الهيكل ملتزمًا بمساعدة المحتاجين، كما كان يُقَدِّم للكهنة واللاويين أنصبة مما يُقَدَّم للمذبح لمعيشتهم هم وعائلاتهم. كذلك يليق بالمؤمن ألا يظهر فارغًا، فالقديسة مريم في زيارتها لأليصابات نسيبتها لم تُقَدِّم هدايا عينيّة بمناسبة حمل أليصابات، إنما دخلت حاملة السيد المسيح متجسّدًا في أحشائها، فركض الجنين في بطنها وتهللت أليصابات، قائلة: "من أين لي هذا أن تأتي أُم ربّي إليّ" (لو 1: 43). هكذا يليق بنا أن نقتدي بالقديسة مريم فلا نظهر فارغين، بل نحمل لإخوتنا السيد المسيح ساكنًا في قلوبنا هذا "المُذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 3: 3). وحين نقف في حضرة الآب ليس لنا ما نُقَدِّمه سوى المسيح برّنا (1 كو 1: 30).