|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المائدة مدرسة رائعة خلالها يتعلَّم الكل، الأطفال والشباب والبالغين والشيوخ، كيف يتمتَّعون بالحضرة الإلهية وهم على المائدة، نذكر على سبيل المثال الآتي: أ. ليس فقط يبدأ الأكل بعد الصلاة، وإنما يشعر الكل أنهم في الحضرة الإلهية أثناء مشاركتهم في الأكل أو الحديث أثناء الطعام. يعرف الإنسان التقي أثناء الطعام متى يصمت ومتى يتكلم، وكيف يُقَدِّس كل نسمة من نسمات حياته أينما وُجِد! ب. الولائم فرصة رائعة لا ليستعرض الإنسان زهده في الطعام أو مشاركة الآخرين فيه، وإنما ليُعَبِّر طبيعيًا عما في أعماقه من فرح الروح والشبع بالحضور الإلهي. ج. تقديس الوقت حتى في لحظات الأكل والشرب. أذكر على سبيل المثال في إحدى المؤتمرات الكنسية بين الأرثوذكس الخلقيدونيين وغير الخلقيدونيين، وفي فترة تناول وجبة الغذاء بسويسرا، لاحظت نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات القبطية قد حوَّل عينيه لدقائق في اتجاه مُعَيَّن وهو صامت. سألته: "فيِمَ تفكر؟" أجابني: "انظر إلى هذه الأيقونة الصغيرة التي على الحائط؛ إنها فن قبطي! لاحظ كيف يلتصق خدّ الطفل يسوع بخدً القديسة مريم! لقد صارت القديسة مريم عرشًا إلهيًا فريدًا يجلس عليه ويُعلِن حُبّه نحو البشرية في شخص أمه حسب الجسد!" وروى لي قصة رجل بريطاني لم يسمح حتى لنفسه أن يجلس على كرسي في بيته لأن الملكة فيكتوريا جلست عليه يومًا ما. يا لعظمة القديسة مريم التي جلس في حضنها ملك الملوك؟! هذا ما كان يشغل قلب نيافة الأنبا غريغوريوس وهو يتناول الطعام. د. جلوس الأطفال مع والديهم أثناء الوليمة أو في البيت يُحسَب مجالًا رائعًا لتشكيل شخصياتهم لينقلوا في صمتٍ عن والديهم حياة الشكر وعدم النهم وعدم الانشغال بالطعام، ومراعاة الغير فلا يملأوا طبقهم أكثر مما سيأكلونه! يدركون أنهم حتى في وسط الوليمة هم أعضاء في جماعة مقدسة، تتمتَّع بعربون السماء في كل المناسبات. ه. الشره أو النهم شرّ عظيم. و. يأكل الإنسان في أدبٍ مما يُقَدَّم له بتروٍّ. ز. ليكن المؤمن أول من يتوقَّف عن الأكل. ح. لا يمد المؤمن يده للأكل قبل الآخرين. ط. يحرم النهم الإنسان من النوم الهادئ. ي. عدم المبالغة في شرب الخمر، لئلا يهلك الإنسان. ك. السُكْر يثير الغضب ويضيف جراحات للنفس. ل. في مجلس الخمر لا نُوَبِّخ أحدًا ولا نضايقه بمطالبنا. هل تجلس إلى مائدة إنسان عظيم؟ لا تكن نهمًا |
|