رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يريدنا يسوع أن نطرح عَنَّا همومنا وقلقنا في مجتمعات كنائسنا. غير أننا نحن المسيحيين نتوقع من الناس الآخرين في مجتمعات كنائسنا أن يكون لديهم إيمانٌ حتى في أكثر المواقف المستحيلة، وفي الظروف التي يفنون فيها تقريبًا من جراء الحاجة والحالة المزرية، عندما يسكنون في أكواخ مُتهرِّئة، ولا يعلمون كيف يَسُدُّون رَمَقهم، وإذا بنا نأتي إليهم وندعوهم: «آمنوا وحسب!» ولا نساعدهم ولا نشاركهم الحياة في السراء والضراء. فالصراخ في وسط ضيق كهذا قائلين: «آمنوا! وعندئذ سيكون كل شيء على ما يرام، فالسماء في انتظاركم!» إنما هو مطلب غير معقول الذي لا يمكن تنفيذه، مثلما يشدِّد الإنجيل على ذلك: مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا،» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. (يعقوب 2: 14–18) كلا، لا يمكنني إجراء مطلب غير معقول كهذا في مجتمعات كنائسنا. فيجب أن لا يكون ملكوت الله مجرد ملكوت المستقبل. وبالتأكيد أن ملكوت الله في نظر الغالبية العظمى من الناس لا يزال كامنًا في المستقبل، لكن يجب علينا في مجتمع كنيسة المسيح أن نسعى إلى الوحدة الحقيقية الآن بكافة جوانبها الروحية والعملية، وأن نبدأ بالتحرر بأسلوب بحيث تنتهي الهموم الآن، على الأقل ضمن الأخويات المسيحية التي يحب فيها بعضنا بعضًا. |
|