رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا ألقي السيد بالبذور على الطريق وفي الأرض المحجرة وحيث الأشواك ولم يكتف بإلقائها في الأرض الجيدة؟ أ. يرى أحد الدارسين أنه لا نستطيع أن نفهم هذا المثل إلا إذا عرفنا أمرين: الأول أنه في أرض فلسطين كان يلقون بالبذور أولًا وبعد ذلك يقومون بحرث الأرض بمحراث خشبي، فكأن الطريق يتقبل البذور وكان يمكن أن يأتي بالثمار لو أن الأرض قد حرثت بعد ذلك، فيتحول الطريق إلى أرض زراعية. ونحن يمكننا أن نضيف بأن البذور تقدم للجميع، إذ كلمة الله مقدمة مجانًا للكل، لكن من يقبل المحراث الخشبي في حياته، أي الصليب العملي يتمتع بثمر الكلمة فيه، أما من يُصرّ على الحياة المدللة تخطف الطيور البذور، وقد دُعيت طيور السماء، لأن الأرواح الشريرة في أصلها روحية سماوية، وقد فسدت بسقوطها في الكبرياء. أما الثاني فهو يقصد بالأراضي المحجرة الحجر الجيري الذي يغطيه طبقة من التربة تخفيه، وهذا كثيرًا ما يوجد في الجليل. فالباذر يقدم البذور، لأن أمامه تربة في ظاهرها صالحة لكنها تخفي قلبًا حجريًا. ب. من أجل تقدير الله للحرية الإنسانية يقدم كلمته للجميع. فإن كانت توجد ثلاثة أنواع من الأراضي لا تأتي بثمار، فإن النوع الرابع يأتي بثمرٍ كثيرٍ فائقٍ للطبيعة: مئة ضعف وستين وثلاثين يعوض بكثير الأراضي، ويشير للمجد الفائق الذي يتمتع به المؤمنون في الميراث. هذا الثمر الوفير الذي يفرح قلب الله عنه الأنبياء، فيقول إشعياء: "في المستقبل يتأمل يعقوب، يزهر ويفرح إسرائيل، ويملأون وجه المسكونة ثمرًا" (إش 27: 6، 11)... بهذا المنظر لا نضطرب من جهة البذور التي ألقيت في كل أنواع الأراضي. |
|