رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحدَّث بن سيراخ عن "بعض الخطايا الخطيرة وثمارها المُرَّة"، يحدثنا عن "حُبّ الانتقام والخصام" كخطية لا تليق بصورة الله فينا التي هي الحُبّ والرحمة. حب الانتقام 1 مَنِ انْتَقَمَ، يُدْرِكُهُ الانْتِقَامُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، وَيَتَرَقَّبُ الرَّبُّ خَطَايَاهُ. الانتقام من أول الخطايا التي مارسها الإنسان (تك 4: 14-15، 23-24). بدأ سيراخ بملاحظة أن الذين يطلبون الانتقام من إخوتهم، يُطالِبون هم أنفسهم عما ارتكبوه من أخطاء وخطايا. قيل لقايين: "كل من قتل قايين، فسبعة أضعاف يُنتقَم منه" (تك 4: 15). من يطلب الانتقام يُدرِكه انتقام الربّ، الذي بالتأكيد سُيعاقِبه على خطاياه [1]. سَجَّل لنا سفر التثنية نفس المفهوم: "لي النقمة والجزاء، في وقت تزل أقدامهم. إن يوم هلاكهم قريب وما هُيئ لهم مسرع" (تث 32: 35)، وأكد الرسول بولس ذلك: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكانًا للغضب، لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أجازي يقول الربّ" (رو 12: 19). يقف القديس باسيليوس الكبير في دهشة وهو يتطلَّع إلى الإنسان وهو في حالة هياجه. إذ يفقد سماته الطبيعية كإنسانٍ، وتتغيَّر حتى ملامحه، ويصير أشبه بإنسانٍ آخر. تُرَى هل تحوَّل الإنسان إلى وحشٍ، أو دخله شيطان فغيَّر كل كيانه؟! |
|