رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة للتلاميذ 16 وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 17 فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ». 18 فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. 19 ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلًا فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ. 20 فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ. لم يأتِ السيد المسيح كخادم للبشرية يعمل بلا توقف فحسب، وإنما أقام له تلاميذ يحملون ذات روحه، يعمل بهم ويخدم بواسطتهم. يروي لنا القديس مرقس دعوة أربعة من هؤلاء التلاميذ اختارهم السيد من بين صيادي السمك الأميين للعمل، هم سمعان وأندراوس، ويعقوب ويوحنا ابني زبدي. وقد اختارهم أميين كما يقول العلامة أوريجينوس والقديس جيروملكي لا يُنسب نجاحهم في العمل للفصاحة والفلسفة، وإنما لعمله الإلهي فيهم. اختارهم السيد على دفعتين من عند بحر الجليل، وهو بحيرة عذبة يبلغ طولها 13 ميلًا يحدها الجليل غربًا ويصب فيها نهر الأردن من الشمال، ويسمى بحيرة جنيسارت وبحيرة طبرية نسبة للمناطق التي تحيط به. يرى الأب ثيؤفلاكتيوس أن سمعان وأندراوس كانا تلميذين ليوحنا المعمدان (يو 1: 35-40). إذ سمعا معلمهما يشهد للسيد المسيح تبعاه، لكنهما كانا يعودان للصيد مع أبيهما الشيخ، لهذا ما ورد هنا في إنجيل مرقس لم يكن اللقاء الأول بين السيد وبينهما، لكن دعوة السيد لهما سحبتهما من العمل الزمني للتكريس الكامل للتلمذة والكرازة. في نص منسوب للقديس جيروم يقول: أن هؤلاء التلاميذ الأربعة هم أشبه بالفرس الحاملة للمركبة المنطلقة بإيليا إلى السماء، أو قل هم أربعة حجارة حيَّة أقامها السيد لبناء الكنيسة الحيّة. ولعل هؤلاء الأربعة بأسمائهم يشيرون إلى الفضائل الأربعة اللازمة في الحياة المسيحية أو التلمذة للسيد، فالأول سمعان يعني الاستماع أو الطاعة للرب ولوصيته، فقد لُقب ببطرس أي الصخرة، لأن كل طاعة للرب إنما تقوم على صخرة الإيمان. وأندراوس يعني الرجولة أو الجدية، إذ كثيرون يقبلون الإيمان بالفكر لكن بغير جدية حياة أو عمل. ويعقوب يعني التعقب والجهاد أو المصارعة الروحية حتى النهاية، وأخيرًا يوحنا يعني الله حنان أو منعم، إذ لا قبول لدعوة الله وتمتع بالتلمذة ما لم ينعم الرب بها عليه ويتحنن. ويرى الأب ثيؤفلاكتيوس أن هؤلاء الأربعة بدأوا ببطرس المعروف بانهماكه في العمل وانتهوا بيوحنا المعروف بحياته التأملية، الأول في رأيه يشير للحياة العاملة، والثاني للحياة التأملية. فلا بلوغ للتمتع بالتأمل في الإلهيات ما لم تكن لها الحياة العاملة المجاهدة أولًا! وإن كان بالحقيقة يصعب عزلهما أو فصلهما إذ هما حياة واحدة. وأخيرًا دعاهم من بحر الجليل، كما من بحر هذا العالم، لكي يرفعهم فوق أمواجه، وينتشلوا كل نفس سحبتها دوامته! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السيد المسيح كخادم الكل يعمل بلا توقف، يخدم وسط الجماهير في مجمع كفرناحوم |
أعطى السيد المسيح وعدًا للبشرية |
السيد المسيح كخادم للختان |
السيد المسيح المثل الأعلى للبشرية |
السيد المسيح كخادم للختان |