ان لقب “ابن الله” هو، في نظر القديس لوقا كما في نظر العهد القديم، تسمية للمسيح (لو 4: 34، 41؛ أعمال 9: 20، 22). لكنّ القديس لوقا يجعل منه أيضاً التعبير الأمثل للصلة السرّية التي تربط يسوع بالله. فإنّه لا يضع هذا اللقب في إنجيله على لسان البشر (كما يفعل متّى 14: 33 ومر 15: 39)، بل على لسان الآب “أنت ابني الحبيب” (لوقا3: 22؛ 9: 35)، والأرواح الشيطانيّة “إن كنت إبن الله” (لوقا4: 3) ويسوع نفسه “نعم يا أبتِ لأنه هكذا حسنُ لديك”(لوقا10: 22؛ 22: 70). وفي خاتمة بشارة الملاك جبرائيل، يضيف لقب “ابن الله” إلى لقب “ابن العليّ” الوارد ذكره في الآية 32، مبيّنًا ما في بنوّة يسوع الإلهية من عمق وجدّة.
على هذا فإن الجنين أو الـمولود الذي كان في بطن مريم العذراء هو القدوس ابن الله العليّ الـملك “الإلـه الحقيقي”(1يوحنا20:5)، وهو “صورة الله الغير الـمنظور وبِكر كل خليقة”(كولوسي15:1)، وهو “إذ قد تَشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهمـا..من ثم كان ينبغي أن يُشبه إخوتـه في كل شيئ” (عبرانيين14:2و17)، ويعنى هذا في بساطـة ان مريم هـى أم الإلـه.