رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
38فَالتَفَتَ يسوعُ فرآهُما يَتبَعانِه فقالَ لَهما: ((ماذا تُريدان ؟)) قالا له: ((راِّبي (أَي يا مُعلِّم) أَينَ تُقيم ؟ " ماذا تُريدان؟ في الأصل اليوناني" Τί ζητεῖτε(معناها ماذا تطلبان) إلى أول كلمات يسوع في إنجيل القديس يوحَنَّا حيث يُخاطبهما كمعلم ويسألهما سؤالاً أساسيًّا : ماذا تطلبان؟ وعن ماذا تبحثان؟ إنَّها نقطة الانطلاق والدَّافع الرَّئيسي لاتِّباع يسوع المسيح. سألهما يسوع هذا السُّؤال تشجيعًا وتمهيدًا لهما طريق المعرفة والمُخاطبة؛ ويسوع لا يطلب من خلال السؤال سوى البحث عنه والرَّغبة الدَّاخليَّة في اتباعه. إنه يحترم حرّيتهما في الاختيار كي يتَّخذا القرار في اتباعه بمعرفة ومحبة ومسؤوليَّة. والتِّلميذان يُعبّران عن طبيعة هذه الرَّغبة العميقة، من خلال سؤالهما" أَينَ تُقيم " (يوحَنَّا 1: 38). ويُعلق القدّيس أوغسطينوس: "ما كان مُقدّرًا لنا أن نبدأ البَحث عن الرَّبّ ما لم يبدأ هو من جانبه ويكتشفنا". والآن السَّيد الرَّبّ طلب منهما أن يُحدِّدا موقفهما. إن إتباع يسوع ليس كافيًا، إذ يجب أن نُحدِّد هدف اتباعنا لمجده لا لمجدنا. إنّنا حين نتّجه إلى الرَّبّ، لا نتّجه إلى إله يبتعد عنّا، ويتركنا في مجاهل الحيرة، لكن نتّجه إلى إلهٍ يفتح ذراعيّ المَحبّة لاستقبالنا، ويُمهّد الطَّريق أمامنا، بل يُسرع للالتقاء بنا. وهذا هو سؤال السَّيد المسيح الدَّائم لكل إنسان: ماذا تطلب؟ عن ماذا تبحث؟ هل أسمع الرَّبّ يسألني: "ماذا تريد؟". هذا السُّؤال يوجّهه يسوع إلى كلِّ واحد منَّا، لنتّخذ هدفًا لحياتنا. يرغب يسوع منّا نحن اليّوم السبب في أتباعه، هل لدخول الملكوت؟ أمّ حُبًّا في رفقته؟ أم لأسباب أخرى؟ ما هو السبب الّذي يجعلنا مسيحيين اليّوم؟ |
|